إسبانيا والمغرب مدعوان لاستثمار “أزمة غالي” لبناء علاقة جوار “استراتيجية ومنطقية”
أكد الموقع الإخباري “زنقة 20” في نسخته الإسبانية، أن مدريد والرباط مدعوتان لاستثمار الأزمة التي أثارتها استضافة زعيم انفصاليي “البوليساريو”، المدعو إبراهيم غالي، على التراب الإسباني بهوية مزورة، من أجل بناء علاقة جوار “استراتيجية ومنطقية”.
وأضاف الموقع في مقال تحليلي بعنوان “الرباط ومدريد مجبرتان على استعادة التناغم المفقود”، من توقيع المحلل السياسي محمد أبو عمر، أن البلدين استطاعا طيلة العقدين الماضيين النأي بعلاقاتهما الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والأمنية عن التوترات السياسية والدبلوماسية، مشددا على أنه “قد حان الوقت لكي نفهم أن أفضل شيء لكلا البلدين هو الاتفاق وليس الخلاف، والانفراج وليس التوتر الذي لا يفيد أحدا”.
واعتبر المحلل السياسي أن البلدين يجمعهما “تقريبا نفس المصير ونفس التحديات في نظام عالمي جديد بعد وباء كورونا”، موضحا أن “إسبانيا لا تستطيع أن تجدف وحدها في المياه المضطربة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والأمر نفسه ينطبق على المغرب”.
واستشهد صاحب المقال بالباحث الاسباني المتخصص في الشؤون المغربية، ميغيل ايرناندو دي لارامادي، الذي دعا في مقال له سنة 2003 إلى ضرورة خلق “حزمة من المصالح” المشتركة متعددة القطاعات تعمل على “امتصاص الصدمات الناتجة عن الخلافات الحتمية” بين بلدين جارين.
وأشار أبو عمر إلى أن الحاجة المتبادلة بين الرباط ومدريد تجعلهما يتجاوزان الخلافات الحالية والقديمة العالقة وذلك من خلال الحوار في إطار الاحترام والبراغماتية التي تفرضها الدينامية الإقليمية والدولية الجديدة، والذي يشكل القرار الأمريكي بالاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه جزءا منها.
ودعا الكاتب حكومة بدرو سانتشيث، إلى “قراءة الجغرافيا السياسية الحالية بعيون الحاضر والمستقبل، وأن تزيل نهائيا نظارات القرن العشرين القديمة”، مبرزا أن “للمغرب الحق في الاحتجاج والإعراب عن غضبه إزاء ضربة غير متوقعة من بلد صديق كإسبانيا، ولكن مع الحفاظ دائما على الهدوء والحكمة، خاصة وأن هناك من يحاول تسميم العلاقات الإسبانية المغربية”.
وخلص المقال إلى أنه بالنظر للتاريخ والجغرافيا فإن “مصلحة البلدين تكمن في الاتفاق وليس في الخلاف”.
المصدر: الدار– وم ع