أخبار دولية

مهاجمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يفضح ازدواجية خطاب شبكة “الجزيرة”

الدار- خاص

بشكل لم يعد مفاجئا عمدت قناة “الجزيرة” الانجليزية، الذراع الإعلامي للنظام القطري، الى حذف مقال مسيء لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعد دقائق من نشره، كان مليئا بالمغالطات، و المزاعم، والأكاذيب.

خطوة تعكس ازدواجية خطاب شبكة «الجزيرة» المتماهية مع طبيعة المشروع الأيديولوجي الذي تتبناه وتدافع عنه وتنطلق من حيثياته الفكرية والعقائدية لتشكيل خصوصيات الدور الذي تأسست من أجله في العام 1996.

هذا المعطى يتأكد من خلال الاختلاف الجوهري بين خطاب القناة باللغة العربية وشقيقتها “الإنجليزية” وبين ما ينشر في صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لكل منهما، حيث يعتمد الخطاب الموجه للعرب على التعاطف مع التطرف والإرهاب وقوى الإسلام السياسي وميليشياتها المسلحة وانتقاد كل ما يتناقض مع مشروع الإخوان من ثقافة الحداثة والانفتاح والتقدمية والليبيرالية والوحدة الوطنية، عكس الخطاب الموجه للغرب باللغة الإنجليزية والذي يدافع عن الديمقراطية والحريات والانفتاح والتسامح وينتقد التطرف والإرهاب.

المقال المسيء لولي العهد السعودي، الذي نشر، أمس الجمعة، قبل حذفه بدقائق، يميط اللثام عن نوايا شبكة «الجزيرة» العدائية من خلال شن حملات إعلامية على المملكة العربية السعودية وقرارات قيادتها السياسية، مما يؤكد أن هم القناة، والقائمين عليها وفي ظلها، هو أن تتدهور الأوضاع، وتتصادم فئات المجتمع، وتنهار الدولة الوطنية.

حدث آخر، يكشف ازدواجية الخطاب الإعلامي لشبكة “الجزيرة” بين العربية والانجليزية، هو وفاة الدكتورة نوال السعداوي، في الـ21 مارس الماضي، حيث سارعت قناة “الجزيرة” الناطقة باللغة العربية، لجمع بعض الآراء الجدلية للمفكرة الراحلة، ثم وضعت عنوانًا لها “هاجمت الأديان وطالبت بتقنين الدعارة وشككت في القرآن. الموت يُغيب الروائية المثيرة للجدل بعد 90 عامًا من الأقكار المناقضة لثقافة المجتمع” هكذا وبهذا الخطاب شيعت الجزيرة نوال السعداوي للجمهور العربي.

غير أن التناقض الصارخ لهذه الشبكة، التي تسوق عن نفسها صورة “الرأي والرأي الآخر”، سيظهرُ بوضوح في خطاب الجزيرة بالإنجليزية، التي نعت رحيل الدكتورة تحت عنوان “رحيل أيقونة حقوق الإنسان نوال السعدواي”.

يقظة رواد شبكات التواصل الاجتماعي التقطوا هذا التناقض الفج في خطاب شبكة “الجزيرة”، بين الجمهور العربي والجمهور الغربي معتبرين، ذلك “رُخصًا اعلاميًا” على حد وصف بعضهم، في حين أكد مراقبون أن ” هذا الموقف دلالة على أن الجزيرة لا تملكُ قيمًا ومبادئ واحدة، بل هي تُخاطب الحس الشعبوي للجمهور العربي مُؤججة بذلك الأفكار المتطرفة والخطاب التكفيري، بينما تلعب على وتر الحريات وحقوق المرأة في خطابها للجمهور الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى