أخبار دوليةسلايدر

الجزائر من بلاد الثروات الى نظام عسكري يحترف التسول

الدار- خاص

لم يكن مفاجئا أن يترك النظام العسكري الجزائري، شعبه في مواجهة جائحة فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19″، على اعتبار أن هذا النظام له سوابق كثيرة في التنصل من مسؤوليته الوطنية، وفي ترك الجزائريين لمصيرهم المحتوم.

فالحراك الشعبي الجزائري، الذي لازالت تداعياته مستمرة في البلاد، كان من أبرز مطالبه الإطاحة بالنظام العسكري الجاثم على قلوب الجزائريين منذ عقود، والذي حول البلاد الى “بقرة حلوب” تستنزف ثرواتها وخيراتها الطبيعية، فيما الشعب يكايد معاناة حقيقية في مواجهة أزمات مختلفة، أبرزها أزمة “كورونا”.

وعوض أن يوجه عسكر قصر “المرادية” جهودهم، وامكانيات البلاد الطبيعية لتحسين ظروف عيش المواطنين، وتأهيل المستشفيات بالموارد البشرية اللازمة، تضخ أموال الجزائريين في أرصدة ميليشيات جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

وكشفت الأزمة الصحية الراهنة، التي تضرب الجزائر جراء ارتفاع عدد الإصابات، والوفيات بالفيروس، هشاشة المنظومة الصحية بالبلاد، حيث أضحى الحصول على أسطوانة الأوكسجين بالجزائر، أمرا عسيرا للغاية، وسط تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، و”ازدهار” التجارة الموازية في معدات التنفس الاصطناعي.

وأثار أزمة “كورونا” لعاب “سماسرة الأزمات”، الذين فرضوا قواعدهم في ظل الأزمة الصحية الحالية بالجزائر، ما زاد من معاناة المصابين وعائلاتهم، كما ارتفع سعر بيع أسطوانات الأوكسجين بطريقة مطردة، حتى تعدى قدرة كثيرين، وهو ما أثار استياء جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يجد النظام العسكري الجزائري، بدا من توجيه الشكر للجالية الجزائرية بالخارج، التي وجدت نفسها في وضع يحتم عليها التدخل لإنقاذ إخوانهم الجزائريين، في غياب تام للرئيس عبد المجيد تبون، و الجنرالات، المنشغلين هذه الأيام بتسخير الاعلام لمهاجمة المغرب بعد الدعوة الكريمة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للجزائر في خطابه التاريخي بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

ولجأ عسكر بلاد الثروات النفطية والغازية الى التسول، و السعاية، وطلب مساعدة الجزائريين المقيمين بالخارج، بغية الاسهام في انقاذ المنظومة الصحية المهترئة، فيما عمد مواطنون الى التطوع، واطلاق مبادرات لجمع التبرعات لإنقاذ إخوانهم من الموت، و تهيئ مستشفيات أضحت بناياتها آيلة للسقوط.

وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي يجيد لغة التصريحات الرعناء في حق المغرب، لم يتمالكه الخجل وهو يتقدم بتحيات شكر الى أفراد الجالية الجزائرية بالخارج، مشيدا بتضامنهم وتبرعهم من أجل دعم بلادهم في مجابهة تفشي جائحة “كورونا”.

أما في فرنسا، فالوضع لا يختلف كثيرا، اذ دعت سفارة الجزائر أفراد الجالية الجزائرية الى الالتزام بشروط جمع التبرعات من خلال الاتصال بالتمثيليات القنصلية المختصة إقليميا لغرض طلب اصدار اذن بجمع الهبات والتبرعات، مع ضرورة تسليمها عبر قنصليات البلاد بفرنسا لوزارة الصحة الجزائرية.

منذ بداية تفشي فيروس “كورونا”، لجأ النظام العسكري الى تسول المساعدات الدولية تحت يافطة “العلاقات الشقيقة مع البلدان”، وهو ما يفند زيف الادعاءات، والشعارات الجوفاء، التي يتشدق بها نظام الجنرالات بالجزائر.

الاتحاد الأوربي، وأمام استجداء النظام العسكري للمساعدات، والصدقات، قدّم “صدقٓة” للجزائر تتكون من 200 ألف اختبار للمضادات الجينية، ومحاليل تفاعل البوليميراز التسلسلي PCR، بالرغم من أن البلاد تعتبر ثاني مصدر للغاز في العالم.

أزمة فيروس “كورونا” المستجد كشفت اذن عورة النظام العسكري الجزائري، الذي يدعي أنه يتوفر على أفضل منظومة صحية في افريقيا، بدليل تسلم الهلال الأحمر الجزائري، أبريل المنصرم، أزيد من 250 ألف كمامة من الصليب الأحمر الصيني.

ورغم أن تسول الهبات والصدقات من البلدان الأجنبية لم يعد يثير استغراب المتتبعين للوضع الداخلي بالجزائر، بحكم أن ثروات الجزائريين جرى تحويلها، وضخها في أرصدة قيادات جبهة “البوليساريو”، الا أن الحصول على هذه الهبة الصينية من الكمامات، يؤكد أن عسكر قصر “المرادية” تعلموا لأنفسهم حرفة جديدة قوامها تسول العطايا والسعاية الاعتيادية على أعتاب الدول الأجنبية، تحت غطاء “التضامن بين الشعبين الجزائري والصيني في مواجهة جائحة كوفيد-19”.

و التزاما من النظام العسكري الجزائري بنهج “دبلوماسية” تسول اللقاحات من بلدان العالم، كشفت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة الجزائر، شهر مارس الماضي، أنها تبرعت على الجزائر ب1.881.600جرعة من لقاحات “آسترازينيكا” و”فايزر/ بيونتيك” و”جونسون آند جونسون”.

ورغم محاولة عسكر قصر “المرادية” إضفاء “غطاء دبلوماسي” على عملية تسول اللقاحات، من خلال الترويج الى أن تقديم الصين، وأمريكا، والاتحاد الأوربي، وروسيا، لمساعدات جديدة للجزائر لدعمها في مكافحة الوباء، يجسد التضامن والتعاون بين البلدان في مكافحة الوباء، الا أن معطيات الواقع تفند ذلك، وتؤكد بأن الأمر يتعلق بحرفة جديدة ابتكرها كبرانات الجزائر، وهي حرفة “السعاية”.

زر الذهاب إلى الأعلى