أخبار الدارسلايدر

سعيد العمراني..يُحاكي محمد حاجب في خطاب العنف والكراهية

عندما كان سعيد العمراني يزايد على موقع (برلمان.كوم) كان يجهر عاليا في حسابه الشخصي على فايسبوك “أنا مواطن بلجيكي” و”موعدنا القادم أمام القضاء البلجيكي”، في محاولة عبثية لتدجين هويته وتهريب مواطنته إلى الخارج حتى تنسجم مع جنسيته الجديدة المختارة.

لكن عندما قرأ سعيد العمراني في الصحافة خبر غرق مرشحين للهجرة غير الشرعية ينحدرون من مدينة قصبة تادلة، أدرك بأن جنسيته الصالحة للإشهار والتشهير لكي يزايد بها في هذه المعاناة الاجتماعية هي الجنسية المغربية الأصلية وليس الجنسية البلجيكية المكتسبة. لذلك، نفض سعيد العمراني الغبار عن جواز سفره الأخضر الذي يختزل جنسيته الأصلية وانبرى يتحدث عن “كرامة الوطن” والبديل المتمثل في “الهروب الجماعي أو المقاومة الجماعية حد الموت”.

ولأن سعيد العمراني غير معني نهائيا بكلا الخيارين سواء الهروب الجماعي أو المقاومة الجماعية، لأنه “هارب” منذ أمد بعيد ببلجيكا ولاجئ في عالم الفايسبوك، فقد اختار أن يترك لباقي المغاربة حرية الاختيار بين الهجرة جماعة أو الانخراط في المقاومة الجماعية التي لا تحتاج لكثير من التفسيرات والمرادفات، مادام أن كلمة المقاومة جاءت مقرونة في تدوينة سعيد العمراني بلفظة “الموت”. فالرجل يُحرّض إما على الهجرة السرية كجريمة تخرق قوانين الحدود للدول أو على المقاومة حد الموت كعصيان مطبوع بالعنف.

وأيا كانت طبيعة القصد الجنائي والركن المعنوي عند سعيد العمراني عندما كان يخيّر المغاربة بين الموت بحرا أو الموت مقاومة وعصيانا، فإننا نجد أنفسنا في النهاية أمام خطاب تحريضي بامتياز. خطاب لا يرى البديل والتغيير إلا في الجريمة والعنف والمقاومة، وكأننا أمام خطاب داعشي موغل في التطرف والتعصب وهدر الدماء.

فالتطبع مع مثل هذه التدوينات المتطرفة والمحتويات العنيفة هو الذي يجعل الفايسبوك منصة للتجنيد والاستقطاب السريع لحاملي الفكر التكفيري. فعندما يجهر سعيد العمراني عاليا بأن الخيارات المتاحة في المغرب قليلة ولا تخرج عن الهروب الجماعي أو المقاومة الجماعية حد الموت، فإنه لا يختلف كثيرا عن كلام عبد المالك دروكدال وأبو مصعب الزرقاوي وأبو الوليد الصحراوي عندما كانوا يطالبون أتباعهم بالنزوح والهجرة خارج ما يسمونها “ديار الكفر” وكذا الانخراط في “مقاومة الأنظمة القائمة”.

كما أن حديث سعيد العمراني في الفايسبوك لا يتباين ولا يختلف كثيرا عن كلام الإرهابي محمد حاجب في اليوتيوب، فكلاهما يحرضان على العنف، فالأول يراهن على خيار المقاومة الجماعية والثاني يحضُّ على العنف والكراهية. ألم يقل محمد حاجب “بدون استعمال القوة لا يمكن الوصول إلى نتائج”، قبل أن يحرض متابعيه بالقول “هل أنتم خائفون من الموت أم ماذا؟ يجب الدوس على رقاب الخونة ورؤساء الدول، لسماع صيحاتهم ونباحهم”. فهل هذا الكلام الداعشي يختلف كثيرا عن مطلب المقاومة الجماعية حد الموت الذي كان ينشده سعيد العمراني في تدوينته؟ لا أعتقد أن هناك أي فرق بين المقاومة العنيفة وبين الخروج عن طاعة ولي الأمر بالعنف. فالفرق الوحيد هو في الطرق والوسائل المعتمدة أما المقاصد والأهداف والمرامي فتبقى واحدة وتنهل جميعها من معين العنف.

زر الذهاب إلى الأعلى