الرئيس الفرنسي ماكرون يصعد من لهجته الحادة تجاه النظام العسكري الجزائري
الدار- ترجمات
بشكل غير مسبوق من ذي قبل، صعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من لهجته الحادة ضد النظام الجزائري من خلال توجيه انتقادات غير مسبوقة لجنرالات قصر المرادية، وذلك خلال حفل استقبال في قصر الإليزيه، خصص لما لا يقل عن ثمانية عشر شابًا من عائلات عاشت الحرب الجزائرية.
وخلال حفل الاستقبال، الذي أقيم في قصر الإليزيه ودام ساعتين على الأقل، أبدى الرئيس الفرنسي الكثير من الثقة في الرؤية التي يعتزم من خلالها إعادة بلورة العلاقات الفرنسية الجزائرية، وذلك بحضور ثمانية عشر شابًا، يتوزعون بين فرنسيين من أصل جزائري، وثنائي الجنسية وبعض الجزائريين.
اللقاء، الذي نشرت تفاصيله الحصرية صحيفة “لوموند”، خصص لتهدئة “جرح الذاكرة”، كما يتذكر المؤرخ بنيامين ستورا، الحاضر أيضًا في حفل الاستقبال، غير أنه على مدار المناقشات التي جمعت الرئيس ماكرون بالشباب، تمت مناقشة الوضع السياسي الحالي في الجزائر على نطاق واسع دون أي قيود، أو طابوهات من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
في وقت ما خلال هذا الاجتماع، قال شاب فرنسي جزائري يدعى ” نور”، الذي نشأ في الجزائر العاصمة للرئيس، إيمانويل ماكرون، أن ” الشباب الجزائري لا يحمل “كراهية” تجاه فرنسا، فأجابه إيمانويل ماكرون بصراحة: “أنا لا أتحدث عن المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن عن النظام السياسي العسكري الذي بني على هذا الريع التذكاري”.
وأوضح الرئيس امانويل ماكرون، أن “النظام الجزائري متعب والحراك أضعفه”، مبرزا بأن ” هناك مناقشات جيدة بينه وبين الرئيس عبد المجيد تبون”، مشددا على أن ” الرئيس تبون عالق في نظام قاسٍ للغاية” في إشارة الى استمرار تحكم النظام العسكري في جميع دواليب الدولة الجزائرية.
و من المؤكد أن تصريحات الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون، ستثير جدلًا كبيرا في الأيام المقبلة لأنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس بهذه النبرة الحادة تجاه النظام العسكري الجزائري، كما أن هذه الانتقادات الشديدة لماكرون تأتي في سياق ظرفية عصيبة تمر منها العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا بسبب خلافات عديدة تتعلق بإدارة العلاقات الثنائية.
وتوجه فرنسا رسمياً للجزائر انتقادات حادة بسبب عرقلة العديد من القضايا الاستراتيجية مثل إدارة قضية الهجرة من خلال استعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية الفرنسية، وهم المهاجرين، الذين ترفض الجزائر إعادتهم إلى بلادهم الأصلية، مما أثار غضب جميع القادة السياسيين للدولة الفرنسية.