الدار- المحجوب داسع
قالت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا”، ان ” قضية دور الاعلام في الممارسة الديمقراطية الانتخابية تستمد كل جدواها ووجاهتها الديمقراطية والمهنية من كونها بعد أساسي من أبعاد التعددية والتنوع”.
وأضافت لطيفة أخرباش، التي كانت تتحدث، زوال اليوم الجمعة بالرباط، في ندوة حول “دور وسائل الإعلام في الممارسة الديمقراطية الانتخابية”، نظمها “المنتدى المغربي للصحافيين الشباب” بشراكة مع “مجلس أوربا”، أن ” الافلاح في تقديم تعبير تعددي وتأمين تنوع ثقافي ولغوي واجتماعي في العرض الإعلامي ذي الصلة بالانتخابات من شأنه أن يقدم اسهاما دالا ضمن العائد الديمقراطي للانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة”.
وأشارت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، الى أن ” الاعلام يعلب دورا مهما في تعزيز قدرات وإمكانات المواطن على تتبع الفعل العمومي، والتفاعل معه والمشاركة فيه”، مؤكدة بأن ” هذا المكسب هو الوحيد الكفيل بخلق دينامية فاضلة خلال الفترات الانتخابية”، مشيرة الى أن ” الاعلام المتعدد والمتنوع يغذي ممارسة الحقوق الإنسانية ويسهم في انعاش مواطنة مستنيرة وفاعلة”.
وأكدت لطيفة أخرباش أنه ” لم يعد مجديا اليوم تصور دور الاعلام في الفترات لانتخابية بمنأى عن التحول الرقمي للمنظومة الاعلامية والتواصلية الشمولية”، مشيرة الى أن ” التحول الجارف وغير المسبوق أسهم في نمو على نحو متسارع تأصيلات جديدة، وتقعيدات مستجد لتمثلات، و مفاهيم كنا نعتبرها مألوفة لأنها تطورت وتشكلت على مدى مسارات إنسانية وديمقراطية طويلة”.
ودعت لطيفة أخرباش الى الاشتغال على المنظومة الإعلامية الجديدة، خاصة بعد بزوغ حاجيات مستجدة تستلزم خلق وتطوير عادات إعلامية وتواصلية إيجابية لدى المواطن فيما يتعلق بالبحث، و الفهم ، و الادراك، و المشاركة الآمنة والخبيرة في الفضاء العمومي الواقعي والافتراضي، بدل الإستكانة الى ما يتم تداوله من محتويات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية”.
وأضافت ذات المتحدثة أن ” مايتم تداوله من محتويات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية قد ينطوي بطريقة صريحة أو تحت سلطة وذكاء الخوارزميات على مخاطر التلاعب بالمواطن وتقويض وعيه الحر، وتقويض قيم العيش المشترك، وكذا إشاعة خطابات الكراهية، وتقاطب النقاش العمومي، مما من شأنه، تردف لطيفة أخرباش، أن ” يذكي الشعور بالإقصاء والتهميش والتباعد ويولد بالتالي أزمة الثقة والاحتراس من كل ما له صلة بالانتداب العمومي او التمثيلي”.
و دعت لطيفة أخرباش في هذا الصدد الى ارساء منظومة قانونية ونصوص تنظيمية ذات طبيعة ديمقراطية فيما يخص حرية التعبير، وحرية المشاركة، وكذا تكريس ممارسة إعلامية مهنية ملتزمة بالأخلاقيات الصحفية، و كذا تقنين مستقل يضمن ولوجا متكافئا للأحزاب السياسية لوسائل الاعلام، ويضمن أيضا احترام قواعد النزاهة والحياد في المضامين الإعلامية التي تنتج خلال الانتخابات”
وأوضحت لطيفة أخرباش أن ” الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تعمل على تدبير التعبير التعددي السياسي والثقافي واللغوي، لأن هذا التنوع والتعدد هما من أسس الديمقراطية، مبرزة أن ” احترام التعددية لا يمكن أن يكون موسميا، وبأن الديمقراطية ليست عرس”، مضيفة أن ” عمل الهيئة هو ضمان التعبير التعددي في وسائل الاعلام السمعية البصرية كانت عمومية او خاصة”.
وكشفت لطيفة أخرباش أن ” الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ستصدر خلال الأيام المقبلة تقريرها الخاص حول الانتخابات الأخيرة، داعية في هذا الصدد الى الرفع من قدرات المؤسسات الإعلامية في تغطية الانتخابات بطريقة متجددة ومبتكرة، وكذا الى تملك الفاعل السياسي لثقافة إعلامية ومهارات تواصلية، و التي أصبحت من متطلبات تدبير الشأن العمومي”، تؤكد ذات المتحدثة.
وشددت لطيفة أخرباش على ضرورة تقوية الهوية المهنية للصحفي من خلال التقوية التنافسية للعرض المضاميني ذي الصلة بالانتخابات في الاعلام الكلاسيكي ” الإذاعة والتلفزة”، وهو ما يجب أن يتم من خلال المراهنة على عناصر قوة الفعل الصحي المهني، والمتمثلة في الوثوقية، و الصدقية، والتحقق، و التحليل، ومحاربة التضليل والأخبار الزائفة، و الالتزام بحقوق الانسان”.
وخلصت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري الى أن ” التحول الرقمي أعطى للصحافة فرصة جديدة لتقوية نفعها الاجتماعي، مشددة على ضرورة العمل من أجل تعزيز صحافة الجودة والتحليل والنقاش الرصين لمواجهة ثقافة الهاشتاغ، وتطاحنات البوز، وسطوة الخوارزميات:.