أخبار الدارسلايدر

عبادي يحذر من التسلح المولِّد للحروب والأحلام “الأيديولوجية” المرتبطة بأجندات

المحجوب داسع

شارك أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، اليوم الخميس، في فعاليات “أسبوع العلوم”، التي افتتحت، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير.

وأكد أحمد عبادي أن ” التوقيع على أي فعل مؤثر في البعد الوجودي يستلزم مقتضيين أساسيين؛ أولهما “الرؤية الموجهة نحو قبلة معينة”، و”التطبيق”، مستعرضا المراتب الأربع للشيء في الوجود، كما جاءت في كتاب “المستصفى من علم الأصول” لأبي حامد الغزالي”.

وتطرق الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء لأهمية الذكاء الاصطناعي ” artificial intelligence” في عالم اليوم، من خلال حديثه عن كتاب “الذكاء الفائق” لمؤلفه نيك بوستروم، هذا الأخير الذي يرى أن ” أدمغة الآلة إذا تفوقت على أدمغة الإنسان في الذكاء العام، فإن هذا الذكاء الخارق الجديد يمكن أن يحل محل البشر باعتباره الشكل المهيمن للحياة على الأرض”.

كما استعرض أحمد عبادي في هذا الصدد، أيضا كتاب “الذكاء الاصطناعي” لمؤلفه الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، والذي توقع من أن ” قدرات الذكاء الصناعي ستتجاوز قدرات البشر في غضون السنوات الخمس المقبلة”.

وأوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن ” العالم يواجه في السياق المعاصر خمس تحديات كبرى؛ مرتبطة بالبيئة و الحرب، و الخوف والادمان”، مشددا في هذا الصدد على ضرورة توجيه 80 مليون أطروحة دكتوره التي تنتج سنويا عبر العالم، وأزيد من 10 ملايين أطروحة التي تنتج سنويا في العالم العربي، الى معالجة هذه الإشكاليات والقضايا الحارقة بعيدا عن أجندات الخوف من بعضنا البعض، المفضية الى السباق نحو التسلح، والحروب المدمرة للإنسان والبيئة وكوب الأرض”.

ودعا أحمد عبادي، الى التخلي عن “الأحلام الايديولوجية” المرتبطة بتنفيذ أجندات معينة قوامها “الخوف” و”الحرب”، واعتناق أحلام “وظيفية وعملية مشتركة” بين البشرية الجمعاء”، مشيرا الى أن ” “الجامعة”University باعتبارها منصة نتحاور فيها مع الكون، و “الكلية” Faculty باعتبارها فضاء لتعلم كيفية التحاور مع الكون يمكن أن تؤديان هذا الغرض شريطة بناء قدرات الباحثين والطلبة والمتخصصين”.

وبعد تأكيده على أن ” المجتمع ليس كتلة واحدة بل فئات ومكونات مختلفة في تكوينها واحتياجاتها )الطفولة، الأسرة، المراهقة، الشباب، المؤثرين والمؤثرات، المسيرين والمسيرات، اليافعون…(، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على أن ” التفكير العلمي في بلاد المغرب والإسلام والعالم بأكمله يجب أن يعكف على توضيح أبعاد ستة متكاملة، داعيا الى الطمأنينة أمام الاكتشافات اليقينية التي تعارض نصاً من نصوص الدين الإسلامي”.

واعتبر أحمد عبادي أن ” التفكير العلمي يجب أن يستحضر مهمة توضيح البُعد العقلي من خلال كل ما له صلة بكل المهارات التي تمكن من التفكير السليم والمستقيم، من أجل الذهاب إلى الجوهر، وإيجاد الأجوبة عن الأسئلة الجوهرية، وهو ما يقتضي، يردف الأستاذ المحاضر، “ضرورة بناء مهارات وقدرات وترسانات علمية لا بد من أن تبلور وتنقل حتى يكون لهذا الأداء الفكري العقلي الاقتدار الذي يمكنه من أن يجيب على التساؤلات بطريقة وظيفية وبناءة”.

من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، أن ” أسبوع العلوم يسعى إلى المساهمة في الأوراش الكبرى لتحول الاقتصادين المغربي والإفريقي، اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا والابتكار”.

وأوضح الهبطي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن ” جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، جعلت، منذ نشأتها، البحث العلمي والتميز ونشر المعرفة في صميم إستراتيجيتها”، مضيفا أن ” هذه التظاهرة تمثل أيضا مناسبة لوضع استقلالية وسمو العلم في قلب انشغالات طلبتنا وبرامجنا”.

واعتبر ذات المتحدث أن ” القارة الافريقية لم تعد مجرد احتياطي من المواد الخام للقارات الأخرى، بل أصبحت بفضل العلم مستقلة تحظى بمختبرها التجريبي الخاص وتكتسب خبرتها وتبني قيمتها المضافة وترفع الطموح لتعزيز استقلاليتها، في أفق احتلال موقع إستراتيجي في الساحة العالمية”.

كما أكد فؤاد العروي، المهندس والخبير الاقتصادي، والروائي والشاعر المغربي، أن ” أسبوع العلوم يسعى إلى وضع العلم في صلب اهتمامات الطلبة”، مشيرا الى أن ” كل شعبة بالجامعة تؤكد، من خلال ندوات ومحاضرات وورشات ومعارض، الجانب الأساسي للعلوم في ممارستها الجامعية”.

و يكرم أسبوع العلوم، الذي تنظمه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، علماء وفلاسفة عرب عاشوا ما بين القرنين 7 و13، والذين طبعوا، بفضل إبداعاتهم وابتكاراتهم في العديد من الميادين والتخصصات، تاريخ العلوم.

وتنظم هذه الدورة تحت شعار ” على حدود العلوم”، حضوريا بمجمع بن جرير، وتبث مباشرة على موقعي الجامعة بالرباط والعيون، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وستتمحور أشغالها حول ندوة رئيسية تتناول موضوع “عندما تحدث العلم بالعربية”، وتشكل مناسبة لإبراز إسهام العلوم، والدور المتميز للعلماء العرب الذي أناروا باكتشافاتهم، الحضارة الغربية ونشروا معارفهم في العالم بأسره.

ويعرف “أسبوع العلوم” مشاركة العديد من العلماء والفلاسفة المرموقين، الذي لبوا دعوة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، لتقاسم معارفهم مع الطلبة والجمهور العريض، ومن بينهم، على الخصوص، علي بن مخلوف، وإيناس الصافي، وغابرييل مارتينيز – غروس، ورشيد كراوي، وبرونو غيدردوني، وأحمد جبار، ورضا بن كيران، والعديد من المتخصصين الكبار.

ويهدف هذا الأسبوع إلى تمكين الحضور من اكتساب الأدوات اللازمة للتفكير والتساؤل حول العالم، من خلال مقاربة تسمح للمشاركين بالقيام بمسح يشمل كافة أطياف العلوم.

زر الذهاب إلى الأعلى