الرياضةسلايدر

افتتاحية الدار: الزلزولي لاعب حر في اختياره والمغرب وطن وليس خيارا بديلا

الدار/ افتتاحية

يبقى اختيار اللاعبين من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج مسألة مفتوحة ولهم واسع النظر في انتقاء المنتخب الذي يريدون اللعب له. من حق عبد الصمد الزلزولي النجم الصاعد لفريق برشلونة أن يختار اللعب للمنتخب الإسباني، مثلما سبق أن اختار ذلك لاعبون آخرون مثل منير الحدادي. ومن حق المغرب والمغاربة أيضا أن يمنحوا حبهم واحترامهم لمن يريدون من اللاعبين المحسوبين على هذا البلد إما ولادة أو جذورا. وفي جميع الأحوال لا يمكن المقارنة بين لاعب اختار اللعب لبلده الأصلي رغم كل الفرص التي كانت متاحة أمامه مثلما هو الحال بالنسبة لحكيم زياش، وبين لاعب شاب آخر مثل عبد الصمد الزلزولي الذي حسم بسرعة موقفه وقرر حمل القميص الإسباني.

لا نريد أن نناقش هنا مدى منطقية هذا الاختيار وخطأ اللاعب عبد الصمد الزلزولي الذي تناسى أنه من الصعب عليه جدا أن يضمن رسميته في منتخب قوي كالمنتخب الإسباني، وأن لعبه فيه قد يكون موسميا وعابرا فقط، فهذا الأمر متروك للتقنين المختصين في كرة القدم. نحن هنا نريد أن نناقش مسألة الولاء الذي يحمله البعض للوطن المغربي والجفاء الذي يقابلهم به البعض الآخر. لقد فتحت الجامعة الملكية لكرة القدم والناخب الوطني ذارعيها للاعب الشاب عبد الصمد الزلزولي وأتاحت له فرصة أخرى للتألق على الصعيد القاري وإثبات جدارته. وقد كان من المرجح أن يضمن لاعب شاب مثله رسميته في المنتخب الوطني المغربي بسرعة ويتحوّل إلى نجم يخطف حب واهتمام ملايين المغاربة، لكنه اختار اللعب هناك ضمن فريق بلد المهجر.

يظل اختيار الزلزولي قرارا شخصيا وحرا، لكننا أيضا هنا في المغرب نحتفظ بالحق في ألّا نضع البيض كله في سلة واحدة. لا يمكن أن ننسى أولئك الذين اختاروا ومن أول وهلة أن يتشرفوا بحمل القميص الوطني لبلادهم ويدافعوا عن حظوظه في المسابقات القارية والدولية. وبالمناسبة يمثل هؤلاء اللاعبون الذين فعلوا ذلك الأغلبية، ولا يمثل أولئك الذين اختاروا اللعب لمنتخبات بلاد المهجر إلا الأقلية القليلة. هناك حالتان في إسبانيا وحالتان في هولندا. لكن ما نريد أن نؤكده هنا أن المغرب أكبر من أن يكون مجرد فرصة ثانية وتكميلية. لقد سبق لجامعة كرة القدم أن قررت السماح للاعب منير الحدادي العودة للعب للمنتخب الوطني على الرغم من أنه رفض في المناسبة الأولى وقرر اللعب لإسبانيا، لكنه بعد أن اكتشف الفخ الذي وقع فيه عاد من جديد يبحث عن كيفية الالتحاق بالمنتخب الوطني.

نريد أن نقول لمسؤولي كرة القدم في بلادنا، يجب أن تنتهي هذه الفرصة الثانية التي يمكن أن تُمنح لبعض اللاعبين الذين اختاروا من البداية فريقا آخر. فالمنتخب الوطني وحمل القميص الوطني بل والانتماء لهذا الوطن لا يمكن أن يكون مجرد خيار بديل يلجأ إليه هؤلاء بعد أن يتم إقصاؤهم من المنتخبات التي اختاروا اللعب لها أولا. إن المنتخب الوطني والانتماء لهذا الوطن خيار أول ثم أول، ولا شيء قبله، وهو الذي يمنح الشرف لكل من يحمل قميصه مهما كانت نجومية هذا اللاعب أو مستواه أو حتى سعره في سوق الانتقالات الكروية الدولية. صحيح أن المنتخب الإسباني أو الهولندي أو الفرنسي منتخب يدخل دائرة كبار كرة القدم ويلعب أدوارا طلائعية في المسابقات الدولية، لكننا نتحدث هنا من وجهة نظر تتعلق بالانتماء والتجذر والفخر بحمل جنسية هذا البلد الذي يتجاوز تاريخه البشري تاريخ جل هذه الدول حتى وإن لم يمتلك منتخبا حائزا على كأس العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى