الباييس: مدريد تخلت عن موقفها التقليدي من الصحراء و رضخت لشروط الرباط
الدار- ترجمات
كتبت صحيفة “البايس” الاسبانية، الواسعة الانتشار، اليوم الجمعة، أن ” المغرب أغلق رسميا صفحة أزمته الدبلوماسية مع اسبانيا، والتي استمرت 10 أشهر، بعد أن تخلت الحكومة الإسبانية عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد في نزاع الصحراء، وانحازت إلى جانب الرباط، معتبرة المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.
وأبرزت الصحيفة الاسبانية أن ” الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، الى جلالة الملك محمد السادس، تعتبر تغييراً في الموقف التقليدي للحكومة الإسبانية، التي لطالما تمسكت بـ”حل سياسي وعادل ودائم ومقبول بين الطرفين لقضية الصحراء المغربية في إطار الأمم المتحدة”، دون دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007.
وأضافت ذات الصحيفة أنه ” خلافا لما حدث عندما أنهى المغرب وألمانيا أزمتهما الدبلوماسية، في فبراير الماضي، لا يوجد بيان مشترك من الرباط ومدريد، وإنما هناك بيان من وزارة الخارجية بالرباط، وآخر من الحكومة الإسبانية، حيث ثمنت الرباط “عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بشأن مسألة الصحراء المغربية الواردة” في رسالة سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس، معلنة عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس إلى المغرب في نهاية مارس الجاري، قبل شهر رمضان”.
وأشار ذات المصدر الى أن ” هذه الزيارة ستكون أول زيارة يقوم بها رئيس الدبلوماسية الإسبانية للمملكة المغربية، منذ توليه منصبه في 13 يوليوز 2021، في حين ستبرمج الرباط موعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمملكة المغربية في وقت لاحق”، قبل نهاية الشهر، بحسب بيان لرئاسة الحكومة الاسبانية.
وتابعت صحيفة “الباييس” أن ” وزير الخارجية الاسباني، أكد في ظهوره بعد الساعة 7:30 مساء من برشلونة، على أن ” إسبانيا تعترف بجهود المغرب “الجادة وذات المصداقية” في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل للنزاع المصطنع حول مغربية الصحراء”.
واعتبرت الصحيفة أن ” رسالة سانشيز إلى حلالة الملك محمد السادس هي نتاج شهور من المفاوضات بين وزارتي الشؤون الخارجية، وتعني ضمنياً امتثال مدريد للشرط الذي فرضه المغرب لتطبيع علاقاته بالكامل مع جارته الايبيرية، وهو أن تغير إسبانيا من موقفها من الصحراء المغربية”، مشددة على أن ” رسالة سانشيز أنهت فصول أزمة دبلوماسية بدأت بوصول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي إلى إسبانيا في 18 أبريل من العام الماضي، لتلقي العلاج من حالة خطيرة من مرض كوفيد -19 في مستشفى في لوغرونيو؛ لتبلغ الأزمة ذروتها مع دخول أكثر من 10 آلاف مغربي إلى سبتة المغربية المحتلة، يومي 17 و 18 ماي، وكذا استدعاء السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور قبل عشرة أشهر.