المركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية يرصد خلفيات عدم مشاركة المغرب في قرار أممي بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية
الدار- تقارير
أكد “المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية”، في تقرير حديث، أن ” المغرب فضل عدم المشاركة بأي موقف في القرار الأممي الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي طالب روسيا بـ”التوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا”، لأسباب ايديولوجية متجذرة في تقاليده المتمثلة في عدم الانحياز.
وأشار المركز البحثي الى أن ” المغرب بهذا الموقف حافظ على علاقاته مع روسيا، لكنه أعرب عن تخوفاته من الإجراءات الإمبريالية الروسية إلى حد كبير، حيث دعمت الرباط، يضيف المصدر ذاته، ” التمسك بالقانون الدولي للحفاظ على السلام والأمن”.
وأضاف المركز أن قائمة الدول التي اختارت الانحياز في القرار الأممي الأخير ضد روسيا، تشمل، أيضا، الى جانب المغرب، دول ناميبيا والسنغال وجنوب إفريقيا”، مبرزا أنه ” من الشائع أن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا هو تنصيب نظام دمية يكون مذعنًا لمصالح موسكو، و إذا كان الأمر كذلك، فسيكون هذا متسقًا مع النهج الذي اتبعته روسيا في غزواتها لإفريقيا في السنوات الأخيرة” يورد تقرير المركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية.
وتابع التقرير :” استنادًا إلى الدليل الخاص بها في سوريا، دعمت روسيا وكلاء لها في ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والسودان. وتنظر موسكو أيضًا إلى نصف دزينة من القادة الأفارقة الآخرين الذين يعانون من درجات متفاوتة من الضعف”، مضيفا أنه” في هذه العملية، تراجعت مصالح المواطنين الأفارقة والسيادة الإفريقية لإتاحة الطريق أمام الأولويات الروسية”.
واعتبر المركز البحثي الافريقي أن ” إستراتيجية تعاون النخبة تخدم هذه الأهداف الإستراتيجية لروسيا في إفريقيا بشكل فعال. وتشمل هذه، أولاً، الحصول على موطئ قدم في جنوب البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ووضع روسيا في وضع يمكنها من تهديد الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي وتضييق الخناق على مسارات الشحن الدولي، و ثانيًا، إثبات مكانة روسيا كقوة عظمى والتي يجب مراعاة مصالحها في كل منطقة من مناطق العالم، وثالثًا، إزاحة النفوذ الغربي من على إفريقيا مع تقويض دعم الديمقراطية”.