الدار / هيام بحراوي
في الوقت الذي كان سكان مدينة الدار البيضاء، ينتظرون بفارغ الصبر، افتتاح حديقة الحيوانات بعين السبع، في حلتها الجديدة، بعد قرار تحويلها إلى حديقة حيوانات حديثة، استجابة لحاجيات المدينة التي تعاني من نقص كبير في فضاءات الترفيه.
فالحديقة التي كانت المتنفس الوحيد لساكنة عين السبع وسيدي البرنوصي والحي المحمدي وجل المقاطعات المجاورة، لا زالت أشغال إعادة تهيئة بها ” متأخرة” ولم يتم إعطاء توقيت محدد لإعادة فتحها في وجه العموم.
يوسف حسينية، رئيس مقاطعة عين السبع بالدار البيضاء، قال في تصريح لموقع ” الدار” أنه “أصيب بخيبة أمل كبيرة، بعد زيارته للحديقة، فالمبالغ الكبيرة التي صرفت من أجل إعادة تهيئة الحديقة لم تتجلى له ، ولم تنعكس بالشكل الذي توقعه كمواطن أولا قبل أن يكون منتخبا مطالب بتمثيل وإيصال صوت المواطنين”.
وتأسف حسينية، لـما وصفه بـ “التعثر” الذي رافق هذا المشروع الذي يعول عليه في إعادة الرواج السياحي للمنطقة، مؤكدا أن ذلك راجع إلى مجموعة من ” الاختلالات” التي تم رصدها .
وأول مشكل ظهر يضيف رئيس مقاطعة عين السبع هو مشكل السلامة، بحيث لم يتم وضع حواجز تمنع المواطنين من الوصول للحيوانات المفترسة.
وأكد ان إعادة تهيئة حديقة عين السبع تطلبت تقريبا 25 مليار سنتيم، غير أن هذه المبالغ التي صرفت لم تعطي حسب وصفه ” النتيجة المرجوة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فشل نمط شركات المحلية للتنمية” يتابع المتحدث.
واستبعد رئيس مقاطعة عين السبع، فرضية جلب الحيوانات للحديقة مجانا، مشيرا” أن جلب الحيوانات سيكلف مزيدا من المبالغ المالية، حوالي 2 مليار سنتيم” التي ستنضاف للمبالغ التي ستصرف من “أجل إصلاح العيوب التي ظهرت في أرضية الحديقة التي غطاها العشب”.
وأكد أن هناك لجنة خاصة ستقف على مجمل الملاحظات التي قدمت، من أجل استكمال انجاز هذا المشروع الذي ينتظره المغاربة منذ سنوات، مؤكدا أن افتتاح الحديقة لا زال متأخرا بشكل كبير، وهو ما يضيف ” خيب آمالهم كمنتخبين وخيب آمال الساكنة التي كانت متحمسة لدخول الحديقة هذا الشهر.
يذكر أن نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، سبق وقامت بزيارة تفقدية لحديقة الحيوانات بعين السبع، من أجل الوقوف على أشغال الحديقة .
ويشار أن مجلس مدينة الدار البيضاء، سبق وأجل موعد افتتاح حديقة عين السبع للحيوانات، بعدما كان قد برمج افتتاحها خلال هذا الشهر .
وكان أحمد أفيلال، نائب عمدة المدينة المكلف بالبيئة، قد صرح، أن سبب التأجيل راجع إلى “عدم وجود عيادة بيطرية لعلاج وتتبع حالة الحيوانات، إلا أنه تم الشروع في أشغال بنائها، وأن ذلك لن يحتاج وقتا طويلا.”
وأبرز أنه “لن يتم جلب الحيوانات إلى هذه المنشأة إلى حين استكمال جميع الأشغال والتجهيز واستيفاء شروط السلامة، التي تتوفر في حدائق الحيوانات على المستوى العالمي”.
يذكر أن إعادة تهيئة هذه الحديقة رصدت له وزارة الداخلية ميزانية تقدر بـ130 مليون درهم، بينما ساهم مجلس جماعة الدار البيضاء بـ80 مليون درهم، في مقابل 40 مليون درهم من جهة الدار البيضاء-سطات.
مساحة حديقة الحيوانات بعين السبع تبلغ 13 هكتارا ضمنها 10 هكتارات للحيوانات، و3 هكتارات كمرافق للترفيه. وينتظر أن يضم هذا المرفق تشكيلة حيوانية مكونة من أكثر من 45 صنفا حيوانيا، إلى جانب فضاء للترفيه.