السفير الصيني في حوار مع “الدار” يكشف خفايا زيارة بيلوسي لتايوان وأبعاد الصراع والرد المرتقب على أمريكا وموقف الرباط من الملف
الدار- خاص
أجرى موقع “الدار” حوارا حصريا مع السفير الصيني بالرباط، لي تشانغلين، تطرق فيه الى خفايا زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، لتايوان وأبعاد الصراع والرد المرتقب على أمريكا.
زيارة بينوسي “استفزاز سياسي خطير” للصين
أكد لي تشانغلين، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، أن ” زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الى التايوان، تمثل “استفزازا سياسيا خطيرا” للصين، مؤكدا بأن ” بيلوسي، هي شخصية ثالثة في هرم الدولة في أمريكا، ورئيسة مؤسسة وطنية.
وأوضح لي تشانغلين في حوار حصري مع موقع “الدار” أن ” هذه الزيارة تمثل حدثا خطيرا، وخرقا سافرا لمبادئ العلاقات الأمريكية-الصينية، وتمس بالسيادة والوحدة الوطنية للصين، كما تخرق أحكام ومقتضيات البيان المشترك الصادر عقب إرساء العلاقات الأمريكية الصينية”.
وأشار الدبلوماسي الصيني الى أن ” أمريكا تحاول منذ سنوات اللعب بـ”ورقة” تايوان لاستفزاز الصين، واستهداف وحدتها الوطنية، قائلا :” لكن الذي يلعب بالنار لابد أن يحترق بها” في إشارة الى التداعيات الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن هذه الزيارة، التي وصفها بـ” المستفزة”.
في هذا الصدد، اعتبر لي تشانغلين أن ” مبدأ الصين الواحدة هو اجماع دولي تم سنة 1972 عند عودة الصين الى الأمم المتحدة بموجب قرار 27-85 ، الذي تم تبنيه وهو مبدأ معروف وسط المنتظم الدولي”، مضيفا بأن ” 85 دولة أرست منذ هذه اللحظة علاقات مع الصين”.
وتابع الدبلوماسي الصيني بالرباط بأن ” الصين وأمريكا أرسيا في البيان المشترك بينهما، إرساء علاقات ثنائية، والتزمت أمريكا بالاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، كممثل قانوني للشعب الصيني، والحفاظ على علاقات ثقافية وتجارية وجميع العلاقات غير الرسمية مع تايوان، لكن الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد لي تشانغلين ” قامت بخرق التزاماتها ولم تفي بها”.
وشدد لي تشانعلين على أن ” الرئيس الصنيي جدد التأكيد في عدد من المناسبات على مبدأ الصين الواحدة، لكن في الواقع أمريكا قامت بخيانة وخرق التزاماتها السياسية تجاه الصينط، داعيا في هذا الصدد الى ” تجسيد الأقوال في الأفعال”.
وأورد السفير الصيني بالرباط بأن ” بلاده تحركت في مناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان، من أجل الدفاع عن وحدة وسيادتها الترابية الوطنية، مؤكدا بأن ” توحيد الصين قضية صينية خالصة، وأن الشعب الصيني لهم من القدرة، و الذكاء الجماعي، ما يكفيه من أجل تدبير شؤونه الداخلية دون تدخل من أية جهة، كيفما كانت أشخاص، أو دولة، وأن لا أحد له الحق في التدخل والتطفل على شؤون الصين الداخلية”، قائلا :” أعتقد أنه في العلاقات الثنائية بين البلدان هناك ضوابط ومعايير ينبغي احترامها ومبادئ والتزامات من الواجب الالتزام بها”.
المغرب يدعم الصين وهذه رسالتي للرباط
تقدم السفير الصيني بالرباط، بتشكراته الى المغرب على دعمه، مؤكدا في هذا الصدد بأن ” موقف الصين من الأزمة الحالية، حظي بدعم من طرف المنتظم الدولي، بما فيها المغرب”.
وتابع في هذا الاطار:” أجريت اتصالات مع كبار المسؤولين المغاربة، وأكدوا لي دعم لبلادنا، ونؤكد لأشقائنا المغاربة بأن قضية تايوان هي قضيتنا الوطنية الأولى”.
دعا السفير الصيني بالرباط، الولايات المتحدة الأمريكية الى عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية، قائلا :” من الضروري ومن الواجب ترك الصين لايجاد حل مع تايوان، وتوحيد الصين”، مؤكدا بان ” زيارة نانسي بيلوسي ” “رسالة سياسية” بعثت بها أمريكا الى الصين، خاصة وأن نانسي شخصية ثالثة في هرم السلطة في أمريكا، و مجلس النواب الأمريكي هو مؤسسة وطنية ضمن مؤسسات البلاد”.
الرد المرتقب على أمريكا
وحول حيثيات هذه الزيارة، والرسائل التي رغبت في أمريكا في توجيهها في علاقاتها بالصين، قال الدبلوماسي الصيني بالرباط :” أمريكا القوة الأولى في العالم، و الصين قوة متصاعدة، وفي نظر أمريكا فالصين تمثل تهديدا حقيقيا بالنسبة لها، وامريكا لازالت تحتفظ بعقلية “الحرب الباردة” وهدفها هو الهيمنة على العالم وإبراز قوتها”.
وأوضح لي تشانغلين بأن ” أمريكا تريد استعمال تايوان كـ”سلاح”، و “ورقة” لاحتواء الصين وتصاعد قوتها على الصعيد العالمي، مضيفا بأن ” هناك أوساط سياسية في أمريكا تقوم بأي شيء لإثارة مشاكل للصين، وزيارة بينوسي “استفزاز سياسي كبير” للقضاء على حظوظ التقارب مع تايوان وامريكا تحاول دائما استعمال ورقة تايوان للحيلولة دون تطور وتقدم تايوان ووحدة تايوان مع الصين”.
وسجل الدبلوماسي الصيني بالمملكة المغربية قائلا :” رغم تحذيرنا من زيارة بيلوسي الى تايوان، قامت بهذه الزيارة من أجل القيام بـ”استعراض” هناك ومحاولة لمنع توحيد الصين وتايوان، و أمريكا ارتكبت أخطاء دبلوماسية سياسية تجاه الصين، ونحن “ضحايا”، لذلك اتخذت الصين كل الإجراءات للدفاع عن وحدة وسيادة أراضيها الوطنية”.
وأبرز لي تشانغلين بأن ” البر الرئيسي الصيني قرر إيقاف استيراد بعض الفواكه من تايوان، وهذه أولى الإجراءات التي اتخذتها الصين لمواجهة الوضع الجديد”، مشيرا الى أن ” الصين تنهج دوما سياسية سلام كجزء من مقاربتها للعلاقات الدولية”.
أمريكا لا تبحث عن “وساطة” في ملف تايوان بل تعرقل إيجاد حل
وتابع :” نقول دوما لأمريكا بصفتنا قوتين عالميتين ينبغي إقامة تعاون قائم على مقاربة “رابح-رابح” و الاهتمام بمصالح بعضنا البعض لأننا كقوتين لنا مسؤولية جد مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين، و أمريكا والصين ينبغي عليها ايحاد طريق للعيش في سلام”.
وأبرز كذلك بأن ” زيارة نانسي بيلوسي الى تايوان ليست “وساطة” من أمريكا بل هي “تدخل سافر” في شؤون الصين الداخلية، مؤكدا بأن ” دعم أمريكا لتايوان ليس وليد اليوم بل يعود لسنوات خلت، وأن أمركيا هي المعرقل الرئيسي لحل ملف تايوان، مشيرا الى أن ” تختلق ذرائع واهية لتبرير تصرفاتها تجاه الصين”.
ملف تايوان مختلف تماما عن الأزمة الروسية الأوكرانية
وبالمقابل شدد السفير الصيني بالرباط على أن ” ملف تايوان مختلف تماما عن الملف “الروسي-الأوكراني”، ولا ينبغي المقارنة بينهما نهائيا، قائلا في هذا الصدد :” الملف الروسي الأوكراني “أزمة بين دولتين مستقيلتين”، لكن بالنسبة لملف تايوان كما سبق وأن أكدت قضية تايوان هي “نتيجة لحرب مدنية وقعت في الصين، ولولا الدعم الأمريكي لتايوان، لا تم حل هذا الملف من سنوات”.