الامارات تواصل جهودها السلمية لإنهاء الأزمات والصراعات في المنطقة العربية
الدار- خاص
يؤكد تجديد دولة الإمارات العربية المتحدة لالتزامها مع المنتظم الدولي من أجل دعم الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، حرصها على حل أزمات المنطقة العربية بالوساطات والحلول الدبلوماسية حقنا للدماء، وحفاظا على أمن الشعوب من ويلات الحرب والفتن، وذلك من منطلق نموذج حضاري في التسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات، وأتباع الديانات المختلفة، يقوم على أسس سليمة قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر، وإشاعة روح المحبة والسلام، مما سيكون له الأثر الكبير في الاستقرار وإحلال السلام ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره.
في هذا المقال سنستعرض بعض أوجه سعي الإمارات السلمي لإنهاء الازمات والصراعات في المنطقة العربية.
الأزمة اليمنية…دعم جهود إحلال السلام والاستقرار
وتؤكد الإمارات على أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، كما تدعم الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 2 أبريل الماضي، ورحبت بتجديدها مرتين متتاليتين حتى 2 أكتوبر الجاري، كما رحبت دولة الإمارات في غشت الماضي بتمديد الهدنة في اليمن للمرة الثانية، وأثنت على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وهانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، للوصول لوقف دائم لإطلاق النار ثم حل سياسي للأزمة اليمنية بما يعزز السلام والاستقرار في هذا البلد والمنطقة.
وجددت دولة الإمارات التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
دبلوماسية حل الأزمات في المنطقة العربية بالحلول السلمية يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي كرس كل جهوده طوال السنوات الماضية لحلحلة أزمات عربية والبحث عن حلول نوعية لها، بما يسهم في دعم أمن واستقرار العالم العربي، ويجسد التعاون المشترك بين الإمارات ودول المنطقة لمواجهة أزمات المنطقة في حراك مستمر تضمن قمماً وزيارات ومباحثات هاتفية لم تتوقف.
هذه الجهود الإماراتية استهدفت تنسيق الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة، والعمل على تعزيز التضامن الخليجي والعربي المشترك، حيث تضمنت تلك اللقاءات والمباحثات رسائل إماراتية واضحة بالحرص على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتخفيف حدة التوترات بأماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية، سواء في فلسطين أو اليمن، أو في أي دولة تحتاج مد يد العون أو المساعدة، إلى جانب الحرص على تعزيز أواصر الأخوة ونشر قيم التسامح ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة.
توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل…بارقة أمل نحو السلام
ومن أبرز تجليات حرص الامارات على السلام والاستقرار في المنطقة، اقدامها على قرار سيادي وشجاع تمثل في توقيع معاهدة السلام مع دولة إسرائيل، والذي مثل بارقة أمل وفرصة حقيقية إلى دول منطقة الشرق الأوسط بأن تنعم بالسلام والاستقرار بعد عقود طويلة من الصراعات والتوترات التي أثرت في مستقبل شعوبها، خاصة أن الإمارات أكدت أن هذه المعاهدة ستمكنها من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة.
الأزمة السورية…دعم عودة دمشق الى الجامعة العربية
جهود دعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تمخضت عن حدوث نجاحات نوعية في بعض الملفات، على رأسها الأزمة السورية، عبر استقبال الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد في أول زيارة لدولة عربية منذ 11 عاماً.
وفي هذا الاطار، أكد مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة، سعيد الجروان، شهر شتنبر الماضي، أن الحل السياسي في سورية يتطلب تنازُلات من جميع الأطراف لبناء الثقة، طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وهو الوحيد الكفيل بإنهاء الأزمة السورية.
وتنطلق دولة الامارات العربية المتحدة من دعمها لسوريا، من منطلق أن المساعدات الإنسانية هي المنطلق نحو الحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، كما أكدت ذلك في كل المؤتمرات الدولية والمباحثات الثنائية التي انخرطت فيها الامارات بحس انساني يهدف الى التخفيف من تداعيات الأزمة على الشعب السوري.
هذه المساعدات الإنسانية الإماراتية للشعب السوري، اتضحت بشكل كبير في عز أزمة جائحة “كوفييد19″، حيث أرسلت دولة الإمارات شحنة مساعدات طبية تشمل لقاحات “كوفيد 19″ وذلك للحد من تفشي جائحة كورونا، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها دولة الإمارات انطلاقاً من دورها الإنساني والريادي العالمي في مكافحة جائحة ” كوفيد-19″.
ويقوم الدعم الاماراتي لسوريا، على ثلاثة ركائز، سياسيا وإنسانيا وإغاثيا، وتجسد بقوة على مدار السنوات العشر الماضية. سياسيا، تؤكد الإمارات في جميع المحافل الدولية والإقليمية، بأن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، كما تشدد، على الدوام على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي، أما على الصعيد الإنساني، فالمساعدات الإماراتية أكبر شاهد على هذا الدعم المتواصل.
الامارات تكرس مكانتها مركزا عالميا للتسامح والسلام
وبفضل كل هذه الجهود الخيرة من أجل تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة العربية، كرست الإمارات مكانتها مركزاً عالمياً للتسامح، من خلال مبادرات وثيقة الأخوة الإنسانية، والقداس البابوي في أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية، وقمة التسامح، وغيرها من المبادرات الفارقة التي عبرت عن القيم الإنسانية العميقة التي تنطلق منها سياسة التسامح الإماراتية.
كما حاز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تقديراً دولياً كبيراً في مختلف الصعد منها فوزه بجائزة “رجل الدولة الباحث”، الذي حصل عليها من “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، واعتبر المعهد، في بيان له، أن “ولي عهد أبوظبي قاد عملية تأمين اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، فضلاً عن التزامه بتوسيع التسامح الديني في بلاده، كما كان تكريمه في الفاتيكان كقائد استثنائي اتفق الجميع على تقدير جهوده، وهناك قُلد بوسام “رجل الإنسانية”.
وكالة “بلومبيرغ” العالمية، وصفت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بصانع السلام في الشرق الأوسط بعد اختياره بين أبرز 50 شخصية غيرت المشهد العالمي خلال عام 2020، مؤكدة الوكالة الأمريكية بأن سموه أسهم في تغيير وقلب الجغرافيا السياسية رأساً على عقب في إشارة إلى الجهد الدبلوماسي للدولة الذي كلل بتوقيع معاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إيذاناً بإضفاء الطابع الطبيعي على العلاقات بين الجانبين، وهي الخطوة الأولى في المنطقة للسلام مع إسرائيل منذ 26 عاماً.