تفاصيل ندوة سياسية جمعت بين “إسلامي” و”اشتراكي” و”متصوف”
الدار/ سعيد المرابط
نظمت شبيبة العدالة والتنمية، اليوم الجمعة، بالرباط، ندوة وطنية، ضمن النسخة الـ15 من “الحملة الوطنية”، بالرباط، حول موضوع “العمل السياسي، بين تعزيز الإصلاح ومخاطر التبخيس”، والتي حضرها، نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وشيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وسعد الدين العثماني والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
العثماني يقر بخلافات داخل حزبه وحكومته
وابتدأ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي التوجه الإسلامي، المداخلات في الندوة التي تأخرت لقرابة الساعتين، قال إن “نسبة الشباب "المُسيّسين"، أكبر من نسبة المنتمين للأحزاب السياسية، على الرغم من تنامي الوعي السياسي”، مضيفا أنها “ظاهرة تحتاج إلى محاولة تفكيك ومعالجة”.
"ممارسة السياسة قديما وحديثا تتسم بالسبية لدى الناس، وكذا الانفصام بين القول والفعل، والسياسة و علاقتها بالأخلاق بمفهومها العام، وهو ما يسميه المغاربة بـ“المعقول”، حسب العثماني.
العثماني، الذي كان حاضرا إلى جانب غريم سياسي له، وهو نبيل بنعبد الله، كان يوجه رسائل جدية غير مباشرة في صيغة هزلية، عندما اتجه متسائلا بنعبد الله، “ كنتو درتو المعقول فشي فترة” متداركا “كشعار طبعا”، وهو ما يعتبر ردا على صريحا، لاتهام حزب التقدم والاشتراكية لـ“البيجيدي” بـ“الانقلاب والتنصل من المسؤولية، على خلفية عدم التمكن حزب نبيل بنعبد الله من الحصول على رئاسة لجنة برلمانية على حساب البيجيدي”.
وأقر العثماني، بوجود “خلافات ضمن أغلبيته الحكومية”، مضيفا، أن الكثير يتحدث عن “انشقاق بالأغلبية والانشقاق بالعدالة والتنمية، لدينا خلافات ولكن الحزب لا ينشق”.
وهاجم العثماني بقية الأحزاب، معتبرا أنهم “ينقلون من إبداع حزبه، ويسرقون أفكارهم”، و“فقط يغيرون كلمة من العنوان”.
بنعبد الله يهاجم النقابات
من جهته، اعتبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن "الحديث عن الكتلة التاريخية في العالم العربي، حققها المغرب سنة 2011، عبر الحكومة التي قادها العدالة والتنمية".
وأضاف إذا أردنا أن يكون لنا عمل سياسي في المستوى، بـ“أفق يسعى إلى تغيير حياة الناس على كافة المستويات، سيكون بالعدالة الاجتماعية كمدخل أساس، لأن أي مشروع سياسي لا يحمل رؤية مؤسساتية كهذه، هو فاشل”.
وزاد بنعبد الله قائلاً “نحتاج إلى إعطاء نفس جديد في تجربة حياتنا السياسية، لأن المواطن لا يرى الأحزاب تخدمه، بل تخدم سوى ذاتها".
بنعبد الله، لم تفته الفرصة لرد الصاع، للعثماني، حيث اعتبر أن وجود “غليان على المستوى الاجتماعي، يدفع للتساؤل عن القوى السياسية، القادرة على تأطير الشارع، كي لا نسقط في ما سقطت فيه دول عديدة”، مشددا، “حذاري من هذا السقوط”.
وتحدث بنعبد الله، عن اتفاق الأمس، قائلاً “هنيئا لنا بهذا الاتفاق”، قبل أن يتطرق إلى أنه "كان على الاتفاق أن يخرج للنور في وقت سابق، لولا أن “النقابات أفشلته وأضاعت على المواطنين والمواطنات كل هذا الوقت”.
وأكد المتحدث، أن “الأحزاب عانت كثيرا، في فقدانها للمصداقية من طرف المواطنين”، مشددا على “ضرورة مراجعة الذات، وفتح الأبواب لطاقات جديدة، والحديث مع الشباب بمعجم يفهمونه”.
الاستقلال يدعوا لأحزاب جادة
وكان شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي حضر نيابة عن أمينه العام، آخر المتدخلين، وقد ابتدأ كلمته، بضرورة دمقرطة الأحزاب و“لا بد من أحزاب جادة”.
ودعى شيبة إلى إصلاح سياسي حقيقي، “ينبغي على الأحزاب ألا يسبحوا ضد تطلعات المواطنين”، مضيفا “أن هنالك أحزاب لا علاقة لها بالديمقراطية، رغم أن لا ديموقراطية بدون أحزاب“.