عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ يدفن في الجزائر
وصل جثمان عباسي مدني، الزعيم التاريخي للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، بعد ظهر السبت الى منزل العائلة في وسط الجزائر حيث كان في استقباله حشد كبير من المشيعين.
وكانت طائرة أقلته صباحا من الدوحة حيث توفي الأربعاء، الى مطار الجزائر، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وأخرى قريبة من العائلة.
وأفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس أن "الدفن سيتم اليوم في مقبرة سيدي امحمد" غير البعيدة عن المسكن القديم لعباسي مدني بحي محمد بلوزداد (بلكور سابقا).
وكان مسؤول أمني ذكر في وقت سابق أنه "سيدفن اليوم السبت في مقبرة العالية" الواقعة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية على مقربة من المطار.
وذكر مصورو وكالة فرانس برس أن حشدا كبيرا من المشيعين كانوا في انتظار الجثمان. ورددوا هتافات "الله أكبر" مع وصول الجثمان الى المكان.
وبدأ المشيعون مسيرة نحو المقبرة على صيحات "الله أكبر" و"لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نلقى الله"، وهو الشعار الذي التصق بالجبهة الاسلامية للإنقاذ في بداية سنوات 1990.
وبين المشيعين وجوه قديمة من مؤسسي "الجبهة الاسلامية للإنقاذ".
وذكرت الصفحة الرسمية لعلي بلحاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن الشرطة "منعته من حضور جنازة الشيخ عباسي مدني".
وكان مصدر مقرب من العائلة قال لوكالة فرنس برس أن "الجثمان سيصل في الساعة 12,25 بتوقيت الجزائر (11,25 ت غ) ثم ينقل إلى منزله في حي بلكور"، إلا ان الطائرة تأخرت عن موعد هبوطها أكثر من ساعة.
وتوفي عباسي مدني الأربعاء عن عمر ناهز 88 سنة، في الدوحة حيث كان يقيم في المنفى منذ 2003.
وكان مدني من دعاة تأسيس دولة إسلامية في الجزائر، ودعا الى الكفاح المسلح بعد أن أبطل الجيش الجزائري في 1992 نتيجة الانتخابات التعددية الأولى في البلاد التي فازت بها آنذاك الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وتم حل الحزب وسجن قادته.
ودعا مدني الذي أودع السجن قبل الانتخابات في حزيران/يونيو 1991 للمرة الأولى إلى وضع حد لأعمال العنف في حزيران/يونيو 1999 حين أعلن "الجيش الإسلامي للانقاذ" إلقاء السلاح. وكان متهما بأنه يدير من سجنه سرا عمليات الفصيل المسلح.
وأطلق سراح مدني في تموز/يوليو 2003 بعد أن صدرت بحقه عقوبة بالحبس 12 عاما، قضاها بين الزنزانة والإقامة الجبرية، لإدانته بالمساس بأمن الدولة، وقد منع من ممارسة أي نشاط سياسي.
ويحمله معارضوه مسؤولية الحرب الأهلية التي عرفت ب"العشرية السوداء" بين 1992-2002.
المصدر: الدار- اف ب