علاكوش لـ”الدار”: العروض الحكومية المقدمة للأساتذة هزيلة
الدار/ عفراء علوي محمدي – تصوير: مروى البوزيدي
في إطار برنامجها النضالي لهذا الشهر، نفدت النقابات التعليمية الخمس، المتمثلة في النقابة الوطنية للتعليم (CDT)، والجامعة الحرة للتعليم (UGTM)، والنقابة الوطنية للتعليم (FDT)، والجامعة الوطنية للتعليم (UMT)، والجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، (نفذت)، مساء اليوم، أول اعتصام إنذاري جزئي لمسؤوليها الوطنيين، أمام مقر الوزارة بباب الرواح.
الاعتصام، الذي جاء بعد إعلان النقابات التعليمية الخمس عن برنامجها النضالي، صباح يومه الجمعة، في ندوة صحافية بالرباط، جاء للتنديد أولا بـ"الحوار المغشوش الذي تنهجه الوزارة مع النقابات والتنسيقيات التعليمية"، وثانيا للتحقيق مجموعة من المطالب، أهمها "التراجع عن الاجهاز على الحق في الترقي عن طريق التكوين والشهادات"، و"رفع الميزانية المخصصة للتعليم العمومي بما ينسجم وقيمة التربية وأدوارها في التنشئة الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية"، فضلا عن الاستجابة لمطالب مجموعة من الفئات التعليمية أهمها فئة المتعاقدين، وأساتذة السلم 9، و"ضحايا النظامين".
وفي خضم احتجاج أمام الوزارة، رفق زملائهم النقابيين، أكد عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، أن هذا الاعتصام "يأتي للتنديد بالسياسات الحكومية المتبعة في للتعامل مع الملفات التعليمية العالقة"، على اعتبار أن هذه السياسات "لا ترقى لتطلعات الشغيلة التعليمية، ولا تستجيب لحاجياتها، خصوصا بخوض الوزارة مع النقابات حوارات "عقيمة" و"غير منتجة".
واعتبر الإدريسي، في تصريحه لـ"الدار"، أن النقابات باعتصامهم "يطالبون بحل المشاكل المطروحة باستعجال، لأن الاستمرار في الاحتقان ليس لصالح التعليم العمومي".
بدوره، قال عبد الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (FDT)، في تصريحه لموقع "الدار"، إن حوار الوزارة مع التنسيقيات والنقابات التعليمية هو "حوار مغشوش"، ولا بد من القيام بوقفات احتجاجية وبرنامج نصالي مضبوط لنقول لا للقاءات التي لا نتيجة أو حصيلة لها"، على حق قوله.
من جانبه، اعتبر عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (CDT)، أن عروض الحكومة والوزارة الوصية "دون المستوى، ولا تلقى لتطلعات الشغيلة التعليمية"، ولذلك وجب على الحكومة، حسبه، أن "تتعامل بجدية وحكمة مع مطالب الأساتذة، وخصوصا منهم المتعاقدين الذي يعيشون وضعية اللااستقرار".
وزاد، في تصريحه لموقع "الدار"، أن الاحتقان في مجال التعليم بلغ مبلغه، وبات لزاما على الحكومة "أن تتخذ حلولا جدية لإنهائه، فالوضع أصبح مخيفا، وأمن البلاد أصبح مهددا"، حسبه.
وبدوره، قال يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم (UGTM)، في تصريحه لموقع "الدار"، أن كل الهيئات التعليمية، بدون استثناء ترفض العروض الهزيلة التي قدمتها الحكومة، ولا تقبل إلا بالحلول المنصفة التي تحفظ كرامة الأستاذ وتستجيب لحاجياته.
من جهته، طالب محمد الخفيفي، نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم (UMT)، في تصريح للموقع ذاته، بضرورة إنصات الحكومة لنبض الشارع المغربي، "فالمدرسة العمومية الآن تعيش وضعا مزريا بحق، وهناك ملفات عالقة منذ مدة طويلة، ولا بد للحكومة أن تجعل المدرسة العمومية في قلب اهتمامها، وبالتالي فك الاحتقان" وفق تعبيره.
وفي ندوتها لهذا اليوم، كشفت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية عن برنامجها النضالي لهذا الشهر، والذي تتمثل محطاته أساس في اعتصام إنذاري، يليه إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء 14 و15 ماي 2019، فضلا عن وقفات ومسيرات بالشموع بالأقاليم أو الجهات كل يوم سبت بعد صلاة التراويح طيلة شهر رمضان.
ويتضمن البرنامج النضالي للتنسيقيات كذلك، اعتصامات أعضاء المكاتب الجهوية داخل الأكاديميات، واعتصامات أعضاء المكاتب الإقليمية داخل المديريات الإقليمية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات تواصلية جهوية مشتركة.
وقبل إطلاق برنامجها النضالي، كان سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد قبل الجلوس على طاولة الحوار مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، من أجل مناقشة الملفات العالقة، وخصوصا منها ملف المتعاقدين، وذلك بحضور "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد".