الدار-خاص
باقتدار كبير، وبكفاءة وعزيمة الكبار، قاد سعيد شيبا، المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة، إلى التأهل لدور نصف نهائي كأس إفريقيا للفتيان، وبالتالي ضمان المشاركة في نهائيات كأس العالم، للمرة الثانية في تاريخ المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة.
منذ تعيينه من طرف الإدارة التقنية الوطنية، مشرفا على تدريب المنتخب الوطني لأقل 17 سنة، في 27 شتنبر 2021، أبان سعيد شيبا، ذي ال53 عاما، عن حس عال في مجال التدريب، زادته خصاله الإنسانية، وحسه التواصلي، رفعة وشأنا.
ارتبط إسم سعيد شيبا بإنجازات المنتخب المغربي في مونديال فرنسا سنة 1998، قبل أن يتألق مجددا كمدرب وطني، بعد أن قاد المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة لكرة القدم، إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم وبلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا
من قلب الجزائر، سطر سعيد شيبا؛ مجددا، مجد الكرة المغربية، ليعيد رسم الابتسامة على وجوه الجماهير المغربية؛ وليسير على درب انجازات المدرب وليد الراكراكي في مونديال قطر.
رأى سعيد شيبا، النور، بالعاصمة الرباط، في 28 شتنبر 1970. بعد تخرّجه من أكاديمية نادي الفتح الرياضي، أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، حمل قميص المنتخب الوطني بانتظام من 1991 إلى 2001، حيث لعب للأسود 149 مباراة أحرز خلالها 27 هدفا.
المسيرة الكروية لسعيد شيبا كمحترف، بدأت مع أندية نادي الهلال السعودي، ونادي نانسي الفرنسي، ونادي كوموبستيلا الإسباني، ونادي أريس اليوناني، ونادي السد القطري، ونادي الوكرة القطري.
كان سعيد شيبا من الأسماء اللامعة في مجد الكرة المغربية سنة 1998، رفقة المدرب الفرنسي الراحل، هنري ميشيل؛ حيث لعب للمنتخب المغربي 149 مباراة، أحرز خلالها 27 هدفا، وشارك مع الأسود في نهائيات كأس إفريقيا سنة 1998 في بوركينافاصو، وأيضا نهائيات سنة 2000 في غانا ونيجيريا، وأيضا نهائيات كأس العالم في فرنسا سنة 1998؛ التي تألق فيها رفقة أسماء لازالت الجماهير المغربية تتذكرها.
و إلى جانب تالقه الكروي، عمل سعيد شيبا، كمحلل بقناة الجزيرة الرياضية، قبل أن يدخل غمار التدريب داخل البطولة الوطنية من بوابة فريق إتحاد الزمامرة خلال موسم 2020/2021، بعد تجربة تدريبية بنادي قطر القطري انتهت في سنة2012.
وقبل الإشراف على تدريب اتحاد الزمامرة، عمل سعيد شيبا، مساعدا لبادو الزاكي، في تدريب المنتخب الوطني المغربي الأول من 2014 إلى 2016، وبعد ذلك أشرف على تدريب فريق شباب الريف الحسيمي سنة 2019.
تجربة سعيد شيبا مع ناي اتحاد الزمامرة ستنتهي قبل ثلاث مواسم، ليدخل تجربة أخرى، بعد أن وجد اهتماما من فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؛ والذي أسند له مهمة منتخبات الفئات السنية، ليرد على كل المشككين في قدراته وإمكانياته.
سعيد شيبا قاد سابقا منتخب الشباب إلى نهائي الكان، ورغم خسارته من الجزائر، نال تقديرا واحتراما كبيرين، لياتي اليوم ليقترب من نفس الإنجاز مع منتخب الناشئين الذي حجز له مكانا في المونديال المقبل.
ولوج سعيد شيبا مجال التدريب الرياضي؛ لم يأتي اعتباطا؛ فهو حاصل على رخصة التدريب “ACAF”، و على رخصة التدريب الدولية “أ” من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
مسار متميز للمدرب سعيد شيبا، الذي ظل محتفظا بتواضعه و هدوئة واحترامه، معتمدا على كفاءته بعيدا عن المزايدات، ولغة الضجيج، كما أنه منصت جيد، و من المدرب الذين يجيدون التواصل مع وسائل الإعلام بحس مهني عال؛ مؤمنا بأن النجاح يبدا من التدرج و تراكم التجارب.
عن سن ال53، يراهن الإطار الوطني، سعيد شيبا على رفع علم المغربي عاليا، و إعادة الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر؛ رهان يتوفر سعيد شيبا، و أشباله على كل الإمكانيات لتحقيقه، وهم يواجهون في مباراة النهائي؛ خصما عنيدا من طينة الكبار؛ المنتخب السينغالي.