علي لطفي: وضعية الصحة كارثية.. وشمعة أمل في المستشفيات العسكرية
p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 18.0px ‘Geeza Pro’}
p.p2 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 18.0px Times; min-height: 23.0px}
span.s1 {font: 18.0px Times}
الدار/ صفية العامري
قال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للمطالبة بالحق في الصحة، لموقع "الدار" أن حادث قطار بوقنادل أكد أن المواطن المغربي ومختلف الشرائح المغربية فقدت الثقة في قطاع الصحة، ومرافق الصحة العمومية بما فيها الدولة والحكومة، حيث عرى بلاغ الديوان الملكي القاضي بتوجيه ضحايا الحادث للعلاج في المستشفى العسكري على نفقة جلالة الملك هذا الواقع، مشيرا إلى أنه إذا كانت لا تزال هناك شمعة مشتعلة في قطاع الصحة بالمغرب، فهي المستشفيات العسكرية، وخاصة المستشفى العسكري في مدينة الرباط، الذي يتميز بجودة العلاجات والموارد البشرية والكفاءات، والتجهيزات والإمكانيات لتقديم الخدمات ذات الجودة والفعالية والسرعة المطلوبة.
واعتبر علي لطفي، أن مستعجلات أكبر المستشفيات العمومية مثل ابن رشد في مدينة الداربيضاء، ومستعجلات ابن سينا في مدينة الرباط لا تصلح حتى لإسعاف الحيوانات، كونها تتوفر على خدمات متردية جدا، مشيرا إلى أن اتخاذ أعلى السلطات في البلاد لقرار نقل المصابين إلى المستشفى العسكري، نابع من معرفتها الجيدة بالوضعية الكارثية للمستشفيات العمومية الغير قادرة على تقديم الخدمات ذات الفعالية والجودة لإنقاذ المصابين.
وأشار رئيس الشبكة المغربية للمطالبة بالحق في الصحة، أنه سبق وأن أصدرت الشبكة تقريرا يشخص الحالة الكارثية لقطاع الصحة، وأن المستشفيات العمومية تعيش انهيارا تاما، مما يطرح التساؤل، حسب ذات المتحدث، أن الأمر أسوأ بالنسبة للمستعجلات العمومية التي تعرف خدمات متردية جدا حيث يمكن للمواطن أن يظل لمدة يومين بدون إشراف من الطبيب.
وأفاد المصرح نفسه أن القرار الذي اتخذه الملك ينم عن وعي من أجل توجيه الناس إلى المكان المناسب لإنقاذهم وهو المستشفى العسكري حيث يمكن تلقي العلاجات فضلا عن الجدية والسرعة، مشيرا إلى أنه لا يكفي أن يتم فتح مستشفى عمومي جديد ووضع التجهيزات بل هناك حاجة إلى الأطر الطبية، والمتابعة من طرف أطباء وممرضين متخصصين في المستعجلات التي تحتاج إلى أطر طبية متخصصة في طب الكوارث والحالات المستعجلة، وهو ما يستدعي توفر تكوين في التخصصات والعمليات الجراحية التي تهم قسم المستعجلات.
وتساءل المتحدث عن الوضعية التي يمكن أن يعيشها ضحايا أي حادث مثل ما وقع في فاجعة قطار بوقنادل، إن وقع الأمر في منطقة بعيدة عن أكبر المستشفيات الكبرى وكيف يمكن السيطرة على الوضع من أجل إنقاذ المصابين وتقديم العلاجات الضرورية لهم.
ودعا علي لطفي إلى ضرورة العمل من أجل إعادة النظر في المنظومة الصحية في المغرب لأنها تعرف وضعا مقلقا وخطيرا بسبب عدم قدرتها على الاستجابة للحد الأدنى للخدمات التي يحتاجها المواطن، وبالتالي منحها الوسائل اللازمة التي بالإمكان أن تساعدها على مواجهة أي ظرف.