الرياضةسلايدر

لماذا تثير سيجارة لقجع غيظ إعلام الكابرانات؟

الدار تحليل

من الواضح أن الحرب الإعلامية الشعواء التي يخوضها إعلام الكابرانات هذه الأيام بكافة منابره العمومية والخاصة على رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع ليست مجرد رد فعل عابر ناتج عن النكسات التي حققتها كرة القدم الجزائرية في العامين الماضيين والنجاحات الباهرة التي حققتها كرة القدم المغربية في المقابل. لقد تبين أن الأمر أكثر من مجرد حملة، بعد أن أصبح جل زبانية شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الرياضي منخرطين فيها. حفيظ دراجي مطبل العسكر الرسمي يخصص باستمرار مقاطع فيديو، وليس مجرد تدوينات، لتصريحات فوزي لقجع ويبحث بأيّ وسيلة كانت عن أيّ خطأ أو هفوة يستغلها للإساءة للرجل.

الأخضر بريش، الصحافي الرياضي الذي تقاعد وهو ينتظر إعادة مباراة الجزائر والكاميرون، لم يتردد مباشرة بعد عودته إلى بلاده بعد سنوات من العمل في قنوات بين سبورت في إطلاق تصريحات تشهيرية تحدث فيها عن الكولسة التي يقوم بها الجيران، ويقصد طبعا المغرب، لكنه حاول أن يلطف ذلك بقدر من الواقعية وهو يطلب من مسؤولي كرة القدم في بلاده أن يلجؤوا أيضا إلى هذا الأسلوب باعتباره نمطا طبيعيا في مجال التدبير الرياضي. زد على ذلك جل المنابر والمواقع والصفحات التي تهتم بالشأن الرياضي في الجزائر، التي حاولت النيل من الرجل. وكان آخر الخرجات الكابرانية التي أخرست كل العقلاء هي اتهام لقجع بخرق قوانين الفيفا بسبب تدخين السجائر في أثناء مشاهدته لمباريات المنتخب الأولمبي في إطار كأس إفريقيا المنظمة ببلادنا هذه الأيام.

سيجارة لقجع هي في الحقيقة وخزة مؤلمة فعلا للكابرانات. نحن لا نروج للتدخين، ونعتبره عادة غير صحية بل قاتلة ينبغي لأي شخص أن يمتنع عنها، لكن لا ننسى أن السيجارة كانت وما تزال في منظور الكثيرين علامة على القلق والتوتر الدائمين، ومن ثمة فهي دليل قاطع على روح الرغبة في النجاح والتفوق والغيرة على الوطن وإنجازاته التي تسكن الرجل. عندما يدخن لقجع ويظهر كذلك أمام شاشات الكاميرا فلأنه يجسد روح المسؤول الرياضي الحقيقي الذي لا يقبل لمنتخبات بلاده أقل من التتويج والفوز. كيف لا وهو رئيس الجامعة الذي حققت في عهده كرة القدم الوطنية أفضل إنجازاتها في التاريخ ببلوغ منتخب الكبار نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022.

لكن السيجارة ليست مجرد توتر وعصبية، هي أيضا في عرف كل المدخنين لحظة انتشاء واحتفاء بالمنجزات. عندما يدخن لقجع في أثناء سير المباراة فلأنه يريد أن يرى منتخب بلاده دائما في القمة، وعندما يواصل تدخينه لاحقا فلأن من حقه أن ينتشي بكل ما تنجزه هذه المنتخبات بفضل جهوده وإسهاماته. ومن غيره يحقّ له أن ينتشي بكل ذلك بعد كل ما تحقق منذ أن تولى مسؤولية كرة القدم الوطنية؟ لقد أصبحت المنتخبات الوطنية من كافة الفئات والأعمار تشارك في المنتديات القارية والعالمية وتحقق إنجازات غير مسبوقة، وتروج لصورة المغرب وتألق أبنائه في مختلف أنحاء العالم. لا يمكن أن ننسى الأثر الطيب الذي خلفته مشاركة أسود الأطلس في مونديال قطر والنتائج الإيجابية الهائلة التي حققتها السياحة المغربية بفضل هذه المشاركة.

ومن حق لقجع أن يعبّر عن انتشائه هذا في الملعب وأمام الكاميرات، حتى وإن أثار ذلك غيرة الإعلام الكابرانات وغيظ أبواقه. إذ يبدو أن سيجارة لقجع أصبحت سهما قاتلا في قلوب هؤلاء، لأنها لا تثير غيرتهم فقط مما حققته كرة القدم الوطنية، بل لأنها تذكره أيضا بالإخفاقات المتراكمة التي حصدتها كرة القدم الجزائرية في السنوات القليلة الماضية بعد أن أقصيت الجزائر من كافة المسابقات الخاصة بمنتخبات كرة القدم على صعيد كل الفئات من أصغرها حتى أكبرها. المنتخب الجزائري تلقى هزيمة نكراء من نظيره المغربي في مسابقة كأس إفريقيا للفتيان، وأقصى من المشاركة في كأس إفريقيا الدائرة حاليا بالمغرب، الخاصة بفئة أقل من 21 سنة، وبالتالي فقد أقصي من المشاركة في أولمبياد باريس، كما أن المنتخب الجزائري النسوي لن يضع قدميه في كأس العالم المقبلة التي ستشارك فيها لبؤات الأطلس. من الطبيعي إذاً أن يخلق انتشاء لقجع بانتصارات بلاده حسرة الإعلام الكابراني.

زر الذهاب إلى الأعلى