مجلس عزيمان يكشف في تقرير واقع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ
الدار/ مريم بوتوراوت
أكد المجلس الأعلى للتربية والتكوين، على أن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ تبقى ضعيفة التواصل مع آباء التلاميذ والأطر التربوية، وتركز أكثر على ما يتعلق بصيانة بنايات المدارس.
وحسب تقرير للمجلس حول "جمعيات آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ"، تم تقديمه في لقاء تواصلي للمجلس، اليوم الخميس، فقد حققت هذه الجمعيات، على المستوى العددي، نسبة تغطية مهمة لمؤسسات التعليم المدرسي العمومي، حيث بلغ مجموع جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ الموجودة بالمؤسسات التعليمية العمومية سنة 2017، حوالي 9043 جمعية، أي بنسبة تغطية ناهزت 83،43 %.
في المقابل، تبقى نسبة كبيرة من المؤسسات التعليمية الخاصة، لا تتوفر على هذه الجمعيات، حيث أكد أكثر من نصف المشاركين في البحث الوطني الذي أنجزته الهيئة الوطنية للتقييم حول التربية والأسر، بواقع 52،7 %، عدم وجود هذه الجمعية بالمؤسسة التي يتابع بها أبناءهم دراستهم.
وحسب التقرير ذاته، لا تتعدى نسبة انخراط آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ في هذه الجمعيات على صعيد المؤسسات التعليمية التي تتواجد بها 31,3 %، علما أن نسبة المشاركة في أنشطة الجمعية تنخفض إلى 25.3 % فقط من بين المنخرطين.
ويعبر الآباء عزوف نسبة هامة من أولياء أمور التلاميذ عن حضور الجموع العامة لهذه الجمعيات، مما يؤدي إلى انعقادها بمن حضر، وبأعداد قليلة في كثير من الأحيان، وهو ما ينضاف إلى وجود صعوبات كثيرة في علاقة هذه الجمعيات بمنخرطيها وبأسر التلاميذ كافة، و"هو ما يؤكد اتسام العلاقة بينهما بالضعف، لدرجة أن بعض الآباء والأمهات قد لا يعلمون بوجود هذه الجمعيات".
ووفق المصدر ذاته، تنخفض درجة الانخراط أكثر في أوساط الأسر ذات الدخل الضعيف إلى %15,9، بينما ترتفع لدى الأسر ذات الدخل المرتفع إلى % 47,3، بينما كلما ارتفع المستوى الدراسي لولي أمر التلميذ، كلما تحسنت نسبة المشاركة الفعلية في اجتماعات الجمعية.
إلى ذلك، سجل التقرير وجود إسهام محدود لهذه الجمعيات في تدبير المؤسسة، من خلال مجالس التدبير، مع "انشغال مفرط بأشغال الصيانة والتجهيز، على حساب باقي الأدوار والمهام"، بالإضافة إلى عدم تقيد العديد منها بالضوابط المسطرية في التأسيس والتنظيم والتسيير.
كما وقف التقرير على محدودية الالتزام بالشفافية والمقتضيات التنظيمية المتعلقة بانتخاب مكتب الجمعية، أو تقديم التقارير الأدبية والمالية وتقارير تتبع الأنشطة وتقييمها، أو إيداع مداخيل الجمعية في الحساب البنكي، مع تسجيل حضور مفرط للأطر الإدارية والتربوية في مكاتب هذه الجمعيات، بدل الانفتاح على شرائح اجتماعية ومهنية متنوعة، والعمل على استقطاب كفاءات متنوعة للانخراط في الجمعية وتقلد المسؤولية في أجهزتها المسيرة. وهو ما يقلص من حظوظ انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها واستثمارها لجهود وكفاءات الفاعلين بهذا المحيط.
ومن ضمن الاختلالات التي تحول دون قيام جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بأدوارها، عدم وضوح معايير وشروط قبول الولاية عن التلميذات والتلاميذ، الذين ليس لهم آباء أو أمهات، فضلا عن استعمال بعض أعضاء الجمعيات هذه الصفة أحيانا، لتحقيق أغراض بعيدة عن أهداف هذه الهيئات، وهو ما ينضاف إلى "عدم وضوح العلاقة بين هذه الجمعيات، وبين الإدارة التربوية، مما يؤدي أحيانا إلى التوتر بينهما، أو إلى فقدان هذه الجمعيات لمقومات الاستقلالية والشفافية والديمقراطية، بسبب تدخل الإدارة في تأليفها وعملها".