عزلة “البوليساريو” تتسع دوليا بعد قرار إسرائيل و الدبلوماسية المغربية تواصل انتصاراتها
الدار-عبد الحميد العلوي
عزلة دولية تعيشها جبهة البوليساريو الإنفصالية؛ بعد القرار التاريخي لإسرائيل بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وفشلت كل محاولات عصابات تندوف في لملمة جراحها؛ منذ الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وافتتاح دول افريقية لقنصلياتها بكبرى حواضر الأقاليم الجنوبية، وصولا إلى قرار دولة إسرائيل الإعتراف بمغربية الصحراء.
فقد انحصرت اطروحة الكيان الوهمي، وفشل المشروع الانفصالي، و انكشفت أدواره المهددة للأمن والاستقرار،
على الصعيد العالمي، مقابل انتصارات، و مكاسب سياسية ودبلوماسية وميدانية راكمها المغرب.
كما أن مجموعة من بلدان العالم صارت تدرك الخطر الذي تمثله النزعة الانفصالية للبوليساريو على استقرار العالم، وبدأت في إعادة النظر في علاقاتها بالمجموعات التي تستخدم الانفصال كذريعة لتبرير أنشطتها.
ان الواقع الذي فرض نفسه، و ترفض جبهة البوليساريو؛ الإيمان به، يؤكد أن دول العالم أصبحت تدرك أن الكيان الوهمي للبوليساريو وحاضنتها الجزائر ليس لهما ما تقدمانه سوى الخطابات الإيديولوجية التي أكل عليها الدهر وشرب.
كما أن المعطيات على المشهدين الدبلوماسي و الاممي، تؤكد أيضا، أن المغرب يعد من أكثر البلدان استقرارا في المنطقة، و يعيش اقتصاده نموا مطردا بفضل قدرته على جلب الاستثمارات ليس من أوروبا و كالصين والهند وروسيا، دون اغفال أن المملكة المغربية صارت تقدم تعاونا تضامنيا من أجل تحقيق التنمية والازدهار في العديد من البلدان الإفريقية.
قرار دولة إسرائيل الإعتراف بمغربية الصحراء يأتي في خضم نشوة الانتصارات التي يحققها المغرب في قضية الصحراء.
فمنظمة الاتحاد الإفريقي، تخلصت بفضل رجوع المغرب إلى بيته الإفريقي، من المناورات التي كانت ضحيتها لعدة سنوات، وأصبحت تعتمد على مقاربة بناءة، تقوم على تقديم الدعم الكامل، للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، بشكل حصري، من خلال أمينها العام ومجلس الأمن.
معطى آخر لا يقل أهمية في مسلسل تعميق العزلة الدولية لـجبهة البوليساريو، يتعلق بالقرارات الأخيرة لمجلس الأمن، و التي أقبرت المقاربات والأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية للأطراف الأخرى.
كما أكدت هذه القرارات الأممية على المشاركة الفعلية للأطراف المعنية الحقيقية، في هذا النزاع الإقليمي؛ ورسخت بشكل لا رجعة فيه، الحل السياسي، الذي يقوم على الواقعية والتوافق، وهو ما ينسجم مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تحظى بدعم مجلس الأمن، والقوى الكبرى، باعتبارها الخيار الطبيعي الوحيد لتسوية هذا النزاع.