أخبار الدارأخبار دوليةالرياضةسلايدر

إنجاز أشبال الأطلس يؤكد المسار التصاعدي لكرة القدم الوطني

على الرغم من الهزيمة أمام نظيره المالي في ربع نهائي كأس العالم لأقل من 17 سنة فإن أداء منتخب أشبال الأطلس أكد بالملموس أن ما يحدث في كرة القدم الوطنية من تقدم على مستوى النتائج ليس محض صدفة. الإنجازات التي حققها أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 ولبؤات الأطلس في مونديال أستراليا وأسود الصالات في مختلف المحطات والبطولات التي شاركوا فيها هي ثمرة عمل وجهد جبار بُذل في السنوات الأخيرة على مستوى تسيير كرة القدم الوطنية والمنتخبات، وإدارة التكوين وتدبير المواهب والتعامل مع مختلف الفئات الكروية بقدر عالٍ من الاحترافية.

هناك مؤشرات عديدة دالة إلى هذا المسار التصاعدي الذي تسير فيه كرة القدم الوطنية على المستويات والفئات كافة. وأهم هذه المؤشرات هذه القناعة بأهمية الأطر التقنية الوطنية وكفاءتها وقدرتها على إدارة تحديات وبطولات من المستوى الدولي دون أدنى مركب نقص. الإطار الوطني سعيد شيبا الذي رافق أشبال الأطلس إلى مونديال أندونيسيا أبان عن قدر كبير من الاحترافية سواء على مستوى تأطير اللاعبين أو السيطرة على ظروف ومفاجآت البطولة أو على مستوى التواصل مع المتدخلين المختلفين في هذه البطولة. والثقة التي حظي بها هذا الإطار من طرف مسؤولي كرة القدم الوطنية وعلى رأسهم رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع تعد مسألة جدّ هامة في هذا التحوّل الكبير الذي تشهده الكرة الوطنية.

ما يقدمه فوزي لقجع لكرة القدم الوطنية ليس مجرد إجراءات ظرفية للمشاركة في بطولات من هذا الحجم العالمي، بل هو اهتمام بنيوي شامل يطال فلسفة إدارة كرة القدم الوطنية، وقد أدّى دوره وأثمر نتائجه على مستوى المنتخبات، لكنّه ما يزال متعثرا بعض الشيء على مستوى أندية كرة القدم التي تمارس في الدوري الاحترافي. بلوغ أشبال الأطلس دور ربع نهائي كأس العالم وتقديم مباراة كبيرة من الحجم الذي قدموه أمام منتخب مالي يعدّ إنجازا كبيرا لا تمكن أبدا الاستهانة به أو التقليل منه. متى كانت منتخبات الفئات الصغرى في كرة القدم الوطنية تقدم أداءً من هذا المستوى وتبهر المراقبين بمواهبها والتزامها التكتيكي؟

لذلك يجب ألّا نعتبر الإقصاء من دور ربع النهائي خسارة، بل هو في اعتقادنا مكسب حقيقي لهؤلاء الفتية الذين برزوا في هذه البطولة وأظهروا قدرات هائلة، ومن المتوقع أن يتقدم الكثير منهم في مسارهم الكروي في المستقبل القريب، وقد نرى عددا منهم متألقين ضمن فئة منتخب الكبار في مونديال 2026 أو مونديال 2030 الذي ستحتضنه بلادنا إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال. ومن الضروري أن تواصل الجامعة الملكية لكرة القدم اهتمامها الاستثنائي بفئات المنتخبات الأخرى إلى جانب فئة الكبار. منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي ومنتخب المحليين كلها فئات تمثل رافدا مهما لمنتخب الكبار، ومشتلاً لاكتشاف المواهب التي تحتاج إليها كرة القدم الوطنية مستقبلا.

لن نتردد إذاً في تهنئة الإطار الوطني سعيد شيبا وأشباله الذين شرّفوا كرة القدم الوطنية بأدائهم البطولي واقتربوا من منصة الأربعة الكبار على المستوى العالمي. ولعلّ أكبر مكافأة ينبغي أن يحظى بها طاقم هذا المنتخب هو تزكيته للإشراف على منتخب الشبان لا سيّما إذا علمنا أن العناصر التي شاركت بصفتها دون 17 سنة في مونديال أندونيسيا وكأس إفريقيا التي احتضنتها الجزائر سابقا هي نفسها التي ستشكل عصب منتخب الشبان المستقبلي الذي سيتعين عليه خوض استحقاقات قارية ودولية مهمة في السنتين المقبلتين. نريد أن نرى سعيد شيبا وطاقمه من جديد وهم يواصلون المسيرة مع أصدقاء طه بنغزيل ويتألقون في قادم البطولات.

زر الذهاب إلى الأعلى