العلاقات المغربية الفرنسية .. باريس تتجه لإعلان موقف قوي لصالح المملكة في قضية الصحراء
الدار/ أحمد البوحساني
لأول مرة منذ تعيينه ، أعرب ستيفان سيجورني، عن رغبة بلاده في تحقيق التقارب مع المغرب بعدما شهدت العلاقات بين البلدين توترا في السنوات الأخيرة ، وأكد وزير الخارجية الفرنسي الجديد أنه سيعمل “شخصيا” على تحقيق هذا التقارب .
الخارجية الفرنسية تلتزم بالتقارب مع المغرب :
يرى وزير الخارجية الفرنسي الجديد أن الوقت حان للمضي قدما في تطوير العلاقات المغربية الفرنسيه، حيث كشف ستيفان سيجورني، في تصريح لصحيفة “وست فرانس” اليومية “ أنه أجرى عدة اتصالات مع مسولين مغاربة منذ تعيينه في هذا المنصب يوم 12 يناير 2024.
وتعهد المتحدث ذاته انه سيبذل قصارى جهوده في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب ، وشدد على أن ذلك سيتم مع احترام التام للمغرب و المغاربة.
وكشف في ذات الحوار على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب منه الاستثمار شخصيا في العلاقة الفرنسية المغربية وأيضا كتابة فصل جديد في علاقات البلدين .
وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن بلاده كانت دائما على الموعد، حتى في ما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية، مثل الصحراء المغربية، حيث أصبح دعم فرنسا الواضح والمستمر لمقترح الحكم الذاتي المغربي حقيقة واقعة منذ 2007، أي تاريخ تقديم المغرب لهذه المبادرة لحل النزاع في المفتعل في الصحراء.
أسباب توتر العلاقات بين البلدين:
عرفت العلاقات المغربية الفرنسية توترا كبيرا خلال العامين الماضيين لعدة أسباب ، يبقى أهمها تردد باريس فى الافصاح عن موقف واضح و صريح بشأن ملف الصحراء المغربية، وأيضا سعي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى التقارب مع الجزائر، في حين قطعت الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط عام 2021.
وفي شتنبر من السنة الماضية ، نشأ جدل جديد عقب رفض المغرب عرض فرنسا تقديم المساعدة عقب الزلزال المدمر لإقليم الحوز.
بعد ذلك وصلت العلاقات بين البلدين إلى طريق شبه مسدود، قبل أن يعترف السفير الفرنسي في المغرب شهر نونبر الماضي بأن قرار تقييد حصول المغاربة على تأشيرات فرنسية “كان خطأ”.
وبعد أشهر من شغور منصب سفير المغرب بباريس تم تعيين مديرة الأخبار السابقة بالقناة الثانية سميرة سيطايل سفيرة مغربية في فرنسا .
تلميح لاقتراب باريس من إعلان موقف قوي لصالح المغرب في قضية الصحراء :
أثار تعيين ستيفان سيجورني وزيرا للخارجية في حكومة غابريال آتال ، وهو الذي قاد قبل سنة حملة ضد المغرب من داخل البرلمان الأوروبي، جدلا بخصوص استمرار حالة الجمود التي دخلتها العلاقات المغربية الفرنسية منذ أزيد من سنتين.
لكن تصريح سيجورني يدد هذه المخاوف ، خصوصاً مع إلتزامه ببذل قصارى جهده لتحقيق التقارب مع المغرب وفق احترام تام للمغاربة، وهو تلميح إلى خطوة قد تكون مهمة من طرف باريس لتحقيق ذلك، وفي هذه الحالة، فإن الأقرب إلى التكهن هي اعتراف فرنسا بشكل رسمي بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في 2020.
وفي ذات السياق يرى عدد من المحللين أن فرنسا كان من الأجدر أن تكون هي أولى الدول التي تتخذ خطوة الاعتراف قبل دول اخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى العلاقات الكبيرة والتاريخية التي تجمع البلدين ، و في حالة إعلان الجمهورية دعمها الكامل لسيادة المغرب على الصحراء ستنضاف إلى جانب أبرز القوى الكبرى في العالم التي تتخذه هذه الخطوة، مثل إسبانيا و ألمانيا.