ستراتفور: كيف تتجنب تجنيدك جاسوسا عبر لينكدن؟
كشف موقع ستراتفور الأميركي المتخصص في الدراسات الأمنية والإستراتيجية أن أجهزة المخابرات العالمية تستخدم المعلومات التي تجمعها من شبكة التواصل المهني "لينكدن" في رصد وتحديد الأشخاص الذين يمكنها تجنيدهم عملاء لها.
ويقول الموقع التابع لمركز دراسات أميركي يحمل نفس الاسم أن شبكة الإنترنت توفر لتلك الأجهزة معلومات من مصادر مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، وإن بعض المواقع الإلكترونية (مثل شبكة لينكدن) تُعد مفيدة بشكل خاص في تحديد الأشخاص القادرين على الوصول إلى معلومات أو تقنيات مرغوبة.
ويقدم ستراتفور -في تقرير كتبه محلل قضايا الإرهاب والأمن سكوت ستيوارت- نصائح لمستخدمي المواقع الإلكترونية، لا سيما لينكدن ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، في كيفية تجنب الوقوع في الفخاخ التي تنصبها تلك الأجهزة الاستخبارية لتجنيدهم جواسيس لها.
تجسس صيني
ويشير الموقع على وجه الخصوص إلى تقرير نشره المعهد الفنلندي للشؤون الدولية في يونيو المنصرم، تناول فيه أنشطة صينية على موقع لينكدن.
غير أن هذه الظاهرة لا تقتصر على العمليات التي تقوم بها المخابرات الصينية أو على منصة تواصل اجتماعي بعينها، فكل أجهزة الاستخبارات الدولية تستخدم نفس الأساليب التي اتبعها قراصنة "مرتبطون بإيران" في اختراقهم موقع ديلويت، وهي إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال المحاسبة، بحسب ستراتفور.
غير أن التصدي للتهديد القادم عبر شبكة لينكدن يتطلب فهما للكيفية التي تستخدمها أجهزة المخابرات في عمليات تجنيد العملاء.
وتتألف عملية التجنيد -بحسب التقرير- من ثلاث مراحل رئيسية هي: تحديد الأشخاص الذي تنوي استهدافهم، ونصب الشراك لهم، ثم تطوير العلاقات معهم. ويمكن تقسيم تلك المراحل إلى خطوات أصغر، مع الأخذ بالاعتبار احتمال وجود تباينات كبيرة تتخلل العملية وفقا للهدف والظروف المصاحبة.
مراحل التجنيد:
1- تحديد المستهدفين:
يضع ضباط المخابرات قائمة بالأشخاص الذين لديهم القدرة على الوصول إلى البيانات المطلوبة، وتصنيفهم وفق احتمالات نجاحهم في استخلاص تلك المعلومات.
فقبل ظهور الإنترنت، كانت أجهزة المخابرات -إذا أرادت استهداف شخص ما في شركة معينة- تلجأ إلى عملية جمع قوائم بأسماء العاملين. وقد يتطلب منها ذلك في بعض الحالات تجنيد عميل داخل الشركة نفسها يكون عونا لها. وقد تستغرق محاولات التجنيد تلك بعض الوقت والجهد. وفي حال لم تصادف تلك المحاولات النجاح المأمول فإنها قد تثير شكوك الشركة المستهدفة.
لكن في عالم الإعلام الاجتماعي، فإن بإمكان ضباط المخابرات استخدام لينكدن للحصول على قائمة بموظفي شركة أو وكالة بعينها وبمسميات وظائفهم في ثوانٍ معدودة.
ومع أن آليات وسائل التواصل ليست "مضمونة" لضباط المخابرات ليبنوا عليها قائمة بكل من لديه إمكانية الوصول إلى برنامج أو تقنية ما، إلا أن بمقدورهم إضفاء تحسينات على عملية تجنيد العملاء بسهولة.
2- نصب الشراك:
ما إن يفرغ ضابط المخابرات من وضع قائمة بالأهداف المحتملة، حتى يشرع في المرحلة التالية وهي تحديد أفضل السبل لتجنيد عميل ما، وأفضل نهج لكسب الأشخاص المستهدفين.
وهنا أيضا يمكن أن تكون شبكة لينكدن المهنية مفيدة. ومع أن هذا الموقع بالتحديد مخصص للمهنيين فإن مستخدميه يتشاطرون فيما بينهم معلومات تكفي لتكون خيوطا تقود إلى نصب شرك لتجنيد الشخص المستهدف.
ويشير التقرير على نحو خاص إلى أن أولئك الذين يشتكون من البطالة أو من سوء استغلال إمكانياتهم ومهاراتهم يكونون عُرضة للإغراءات المالية. كما أن من لا يشعرون بالسعادة في عملهم ربما يكونون هدفا للتجنيد بسبب ما يعتمل في صدورهم من غل وضغينة.
وهناك أيضا مدونون قد يستجيبون لإغراءات أجهزة الاستخبارات إشباعا لفضولهم وغرورهم.
3- التقييم وتعزيز العلاقات:
وبناء على الهدف النهائي منها يمكن لعملية التجنيد أن تأخذ مسارا مختلفا. أما الهدف النهائي من مرحلة التطوير فهو إقامة علاقة وبناء درجة من الثقة مع الشخص المستهدف حتى يتسنى لجهاز المخابرات الوصول إلى غايته المنشودة.
وهنا يقول كاتب التقرير إنه لاحظ أن أجهزة المخابرات تتظاهر عبر موقع لينكدن بأنها مركز أبحاث ودراسات أو جامعة، فتطلب من المستهدف كتابة بحث في موضوع "لا ينطوي على أي ضرر" ثم تدعوه لزيارة في رحلة مدفوعة الأجر لكي يقدم ذلك البحث.
وما إن يصل الشخص المستهدف إلى البلد المعني حتى تخضعه المخابرات لمزيد من تقييم شخصيته، وتعزيز العلاقة معه بغية تجنيده جاسوسا.
وبمجرد أن يُجنَّد الشخص رسميا، فعندئذ تمارس المخابرات ضغوطا عليه/أو عليها للإفصاح عن مزيد من المعلومات الحساسة.
ويختم ستيوارت تقريره بالإقرار بأن كل أجهزة الاستخبارات الدولية تستخدم نفس عملية التجنيد الأساسية.