فن وثقافة

محمد برادة: التخييل الروائي يجعل الحياة والواقع أكثر اتساعا وقابلية للعيش

قال الروائي محمد برادة ، خلال لقاء مفتوح معه اليوم الاثنين بكلية الآداب ببني ملال ، إن التخييل السردي الروائي يفتح آفاقا دلالية وتعبيرية تضفي على الواقع والحياة أبعادا جمالية ، تجعلهما أكثر اتساعا وقابلية للعيش. واعتبر صاحب رواية "لعبة النسيان" ، في هذا اللقاء المفتوح المنظم من قبل "مختبر السرد والأشكال الثقافية والتمثيلية" ، أن " الواقع مهما كان فسيحا يبدو دائما ضيقا بالنسبة لنا ، مما يجعلنا غير قابلين للعيش فيه…وفي بحث عن نوافذ تقودنا إلى عالم فيه الكثير من التخييل ، يسعفنا على أن نتابع الحياة…".



في نفس الاتجاه، أضاف برادة الحاصل على جائزة المغرب للكتاب في صنف الدراسات الأدبية عن كتابه النقدي "فضاءات روائية" ، أن " الحياة فيها مظاهر جيدة وأخرى مثيرة…لكن فيها ما يقودنا إلى الرتابة والملل، ويجعل التكرار عائقا أمام الاحتفاظ بنشوة الحياة، ولذلك نلجأ إلى كل ما يشعل مخيلتنا، ويوهمنا بأن هذا العالم الذي نعيش فيه هو أوسع مما نتخيل ونفترض .." ، معتبرا أنه "من ثمة تنبع النشوة التي نحسها عندما نشاهد فيلما جيدا أو مسرحية أو نقرأ نصا روائيا ، مهما استمد من الواقع عناصره ، يأخذنا إلى عالم محتمل ، ليس هو العالم الضيق الذي نعرفه بشروطه وابتذاليته ومحدوديته…".



في سياق متصل أبرز الفائز بجائزة "كتارا" للرواية العربية في دورتها الثالثة عن روايته "موت مختلف" (2017)، أن التخييل السردي الروائي ينهض على "توظيف المخيلة ، التي لا يمكن أن نعيش من دونها، من أجل توسيع الأفق المادي الذي نعيش فيه…والخروج من الأشياء المحدودة، عبر توظيف اللغة المنفتحة على الوجدان والذاكرة ، ومن خلال قدراتنا على التفاعل مع ما نعيشه…"، موضحا أن وظيفة التخييل تقوم على عنصري "الكشف والتحويل"، حيث نرى ، عبر العنصر الأول ، " الشيء المحدود في واقعيته أكثر اتساعا ومشتملا على أكثر من احتمال"، في حين يجعلنا العنصر الثاني " أشد تطلعا إلى البحث عن خطاب -غير الخطابات السياسية والاقتصادية والوعظية..- ينفذ إلى الأعماق ، ويذكرنا أننا ننتمي إلى قيم معينة، ويجعلنا نحلم بعالم أو مجتمع مختلف، أكثر حرية". 



ويعد محمد برادة ، المزداد سنة 1938 ، أحد اهم الروائيين والنقاد العرب، ومن مؤسسي اتحاد كتاب المغرب الذي انتخب ثلاثة مرات رئيسا له (1976-1979-1981).



من أهم أعماله الروائية "الضوء الهارب" ومثل صيف لا يتكرر" و"حيوات متجاورة" و"امراة للنسيان" ، وأخرى نقدية ، من قبيل "أسئلة الرواية، أسئلة النقد"، و"لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية".

المصدر: وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى