وسط تصاعد التوتر.. دعوات أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي
حضت كل من الدول الأوروبية المشارِكة في الاتفاق النووي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء طهران على العودة عن خرقها لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وسط تصاعد التوتر حول هذا الموضوع.
وجاء في بيان مشترك أن "وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي يعربون عن قلقهم الكبير لمواصلة إيران أنشطة لا تنسجم مع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة" وهي التسمية الرسمية للاتفاق النووي.
وأضاف البيان الأوروبي "إيران قالت إنها ترغب بالبقاء ضمن هذا الاتفاق وهو ما يفرض أن تتراجع عن هذه الانشطة وأن تعود للالتزام بدون أي تأخير" مشيرا إلى أن لجنة مشتركة سيتم استدعاؤها بشكل مستعجل بهذا الخصوص.
من ناحيتها، دعت المفوضية الأوروبية طهران إلى عدم اتخاذ أي خطوات أخرى تقوض الاتفاق النووي، وأكدت أهمية الاتفاق للأمن العالمي.
مبعوث فرنسي
جاء ذلك قبيل وصول إيمانويل بون كبير مستشاري الرئيس الفرنسي إلى طهران بهدف تخفيف حدة التوتر، وسيقترح على الإيرانيين إجراءات يمكن تفعيلها قبل 15 من الشهر الجاري وفق بيان للرئاسة الفرنسية.
وأعلنت البيان الرئاسي "نحن في مرحلة حرجة للغاية. الإيرانيون يتّخذون إجراءات تنتهك الاتفاق ومدروسة بدقة".
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعملان على دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقضاء على الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران وقوى دولية.
وفي تغريدة على تويتر، قال ظريف إن بولتون ونتنياهو قتلا اتفاقية بين ثلاث دول أوروبية وإيران عام 2005 بإصرارهما على وقف التخصيب تماما، "والآن استدرجا ترامب لقتل الاتفاق النووي بنفس الطريقة".
وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة الإيرانية أنها ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي بما يتناسب ومدى التزام الأوروبيين به، وأضافت في تصريحات للناطق باسمها أن خفض التزاماتها بالاتفاق سياسة هدفها حفظ المصالح القومية.
وأوضح الناطق الإيراني أن بإمكان الولايات المتحدة المشاركة َ في المحادثات النووية المرتقبة شريطة رفع العقوبات الاقتصادية أولا.
من جهته، قال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي إن بلاده تواجه حربا سياسية واقتصادية وعسكرية شاملة وإن الضغوط الأميركية وصلت إلى أقصى حالتها وستستمر، مؤكدا أن بلاده قادرة على الصمود وستنتصر في النهاية.
مصالح واشنطن
وكان بولتون -الذي يعتبر من أكثر المتحمسين للحرب مع إيران- قد قال في كلمة أمام تحالف "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" إن ضغوط واشنطن على طهران ستستمر، وإن الهدف الرئيسي منها هو التوصل إلى اتفاق جديد يحقق المصالح الأميركية.
وقد باشرت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5% لتتجاوز بذلك النسبة الواردة بالاتفاق النووي (3.67%) بعدما انتهت الأحد مهلة الستين يوما التي حددتها للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لاتخاذ إجراءات لإنقاذه وحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها من الاتفاق العام الماضي.
وأعلنت طهران أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% سيكون أحد خياراتها في المرحلة المقبلة، كما ألمحت إلى إمكان تشغيل أجهزة طرد مركزي كانت قد عطلتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية.