المواطن

الدار البيضاء تحت رحمة المخازن والمصانع السرية

الدار/ بوشعيب حمراوي

انتشرت المخازن والمستودعات السرية بقلب وأطراف مدينة الدار البيضاء  والجماعات الترابية المحيطة بها… مخازن سرية ومخابئ  وضيعات،بداخلها مواد استهلاكية محلية أو مستوردة سليمة أو فاسدة أو منتهية الصلاحية، أو مسروقة…  أو معامل ومصانع غير مرخصة،  .. بمناطق عين حرودة والبرنوصي وعين السبع وحي الألفة والحي المحمدي، بوزكورة، داربوعزة وليساسفة والنواصر مديونة.  

يغتني منها أصحابها وأغلبهم ليسوا مالكين لها. يبدعون في طرق  تصريف وتسويق سلعهم وبضائعهم في اتجاه أسواق المملكة بالجملة أو بالتقسيط، انطلاقا من مراكز التسويق الكبرى بالمدينة الاقتصادية (درب عمر، درب السلطان، ضواحي القريعة ، درب غلف، البرنوصي، …).

 يلجها تجار الجملة من عدة مدن وقرى، أو باعتماد أسراب الباعة المتجولين الذين حولوا كل أزقة وشوارع المدينة إلى أسواق عشوائية. وامتهن بعضهم مهمة تجارية جديدة، تمثلت في تكوين وكراء باعة بالجملة متجولين، يقصدون الأسواق الأسبوعية واليومية بمدن وقرى المملكة، حيث يعمدون إلى بيع سلعهم لباعة بالتقسيط متجولين، وبعضهم أحدث شبكة مكونة من عشرات الباعة المتجولين، يوزعهم  داخل الأسواق التي يتاجر بها، مقابل نسب من الأرباح.

باعة متجولون يتحولون عند اللازم إلى عصابات يفرضون أسعارهم بالأسواق التي يحلون بها، ويشهروا ألسنتهم لتعداد مزايا وجودة سلع لهم يعلمون أنها رديئة، في وجه مواطنين مغلوب على أمرهم.

لم تعد تلك المواد الاستهلاكية المشبوهة وغير المراقبة، حبيسة بعض الباعة المتجولين والموسميين… ولم تعد طريقة عرضها داخل الأسواق الأسبوعية والقارة بمدن وحواضر المملكة تثير مخاوف أصحابها من إمكانية تعرض سلعهم للحجز ومتابعتهم قضائيا بتهمة بيع مواد مهربة ومضرة بالمستهلكين. بعدما تأكد لهم أن الأسواق المغربية مفتوحة للصالح والطالح دون أدنى مراقبة من الأجهزة المعنية، رغم ما يتعرض له زبائن هذه الفئة من التجار من تسممات غذائية ومن تبذير لأموالهم في سلع ذات مواصفات رديئة تتعرض سريعا للتلف.

فمجموعة من المحلات التجارية المرخصة، أضافت إلى سلعها هذا النوع من السلع والبضائع المقلدة أو الحديثة مجهولة المصدر والهوية في غياب أدنى مراقبة وحماية لصحة المواطنين. نتيجة لصمت الجهات المعنية بحماية المستهلكين والمنتجين المغاربة، غمرت السلع المهربة الأسواق الأسبوعية والقارة، وبدأ العديد من أصحاب محلات المواد الاستهلاكية يزينون بها واجهات محلاتهم بحكم جودة أغلفتها ومعلباتها.

وتحتل المواد الغذائية من أجبان وحلويات عادية أو محمولة داخل لعب  ومفرقعات تحمل مواد كيماوية متعفنة ومشروبات المورتاديلا(الكاشير)، الفواكه الجافة المعلبة والتمور والتوابل…الرتبة الأولى، حيث أحدثت أخيرا عدة محلات قارة لها، كما انتشر الباعة المتجولين بموائدهم المملوءة بها عبر أزقة وأحياء المدن وعلى متن عربات مجرورة بالدواب  وداخل خيام الأسواق الأسبوعية أو المحلات القارة .

 وتأتي السجائر والأجهزة الإلكترومنزلية والملابس والأحذية… في المرتبة الثانية، يسوقها بعض الشبان المتجولين وبعض المحلات التي تضيفها إلى مبيعاتها الرئيسية خلسة. إضافة إلى المتلاشيات واجزاء السيارات والدراجات الهوائية والنارية التي غالبا ما تعود لسيارات ودراجات مسروقة يتم تفكيكها داخل تلك المخازن.

كما تسللت إلى الأسواق المغربية مواد مهربة من اسبانيا والجزائر والخليج العربي وآسيا، ومن دول مختلفة بنسب أقل، تلج الأراضي المغربية برا وجوا وبحرا. ولم تعد تلك المواد حبيسة مدن معينة (شرقية شمالية ساحلية…)، بل إن مروجيها تمكنوا انطلاقا من مخابئهم بجهة الدار البيضاء، من غزو كل المدن والقرى المغربية دون حسيب أو رقيب. معظمهم  يفضلون المخازن السرية بضواحي المدينة. بالنظر إلى امكانية الحصول عليها بأثمنة أقل  داخل ضيعات فلاحية منعزلة أو خلف أكوام من العشب والمساكن العشوائية.

وقد سبق للسلطات المحلية والعناصر الأمنية والدركية بجهة الدار البيضاء الكبرى أن داهمت عدة مخازن وضيعات، وحجزت مواد فاسدة ومسروقات، وكشفت عن تواجد مصانع وشركات غير مرخصة. حجزت محلات بها  أطنان من المواد الاستهلاكية الفاسدة (ثمور، شريحة، أرز، لحوم، …). كما تم تفكيك شبكات متخصصة في سرقة السيارات وتفكيكها إلى أجزاء داخل مخازن بجماعات سيدي موسى المجذوب وموالين الواد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى