الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟

الدار/ تحليل
في خضم التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، تُظهر بعض الأنظمة فشلاً واضحًا في مواكبة الواقع الجديد، فتغرق في خطابات شعبوية وتصريحات هجومية لا تغير من موقعها المتآكل شيئًا. النظام الجزائري، الذي يراكم الأزمات داخليًا، يبدو أنه وجد ضالته في مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة بائسة لصرف أنظار شعبه عن الإخفاقات المتتالية على مختلف الأصعدة.
الإمارات ليست دولة تبحث عن الجدل، بل هي دولة تصنع القرار وتؤثر في مسار الأحداث إقليميًا ودوليًا، وهو ما تؤكده شراكاتها الاستراتيجية، وقوتها الاقتصادية، ودورها المحوري في ملفات عدة، من الاستقرار الإقليمي إلى المبادرات التنموية والإنسانية حول العالم.
وإذا كان النظام الجزائري يسعى لإثارة الضجيج، فإن الإمارات تعتمد منذ تأسيسها على مبدأ “العمل لا الكلام”، ويكفيها فخرًا أنها نجحت في بناء دولة حديثة خلال عقود قليلة، بينما لا تزال الجزائر، رغم إمكانياتها الطبيعية الهائلة، تتخبط في مشكلات الحكم، والفساد، وتكميم الأفواه.
والأهم من كل ذلك، أن الإمارات تربطها بالمملكة المغربية علاقات أخوية راسخة تمتد لعقود، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المتين في شتى المجالات. وقد أثبتت أبوظبي أكثر من مرة دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب، وحرصها على تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح العليا للشعبين الشقيقين، على عكس ما يصدر عن النظام الجزائري من مواقف عدائية تجاه المغرب، بل وشعبه، في نهج يفتقر إلى الحكمة ويزيد من عزلة الجزائر إقليميًا.
الرد الحقيقي على حملات التشويه والعداء الأيديولوجي لا يكون بالشعارات، بل بالإنجازات، وهنا تتفوق الإمارات دون منازع، في حين يواصل النظام الجزائري الدوران في حلقة مفرغة من الخطابات الجوفاء.