أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

في نصف قرن.. الإمارات ترسخ مكانتها العالمية والجزائر غارقة في فشلها المزمن

في نصف قرن.. الإمارات ترسخ مكانتها العالمية والجزائر غارقة في فشلها المزمن

الدار/ تحليل

بعد أكثر من ستة عقود على استقلال الجزائر، ومرور نصف قرن فقط على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، يظهر الفارق الصادم بين بلدين انطلقا من الصفر، لكن أحدهما ارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة، فيما غرق الآخر في وحل الفوضى والتراجع.

دولة الإمارات، خلال قرابة 51 عامًا فقط، نجحت في بناء نموذج تنموي يُحتذى به. تحوّلت من صحراء قاحلة إلى وجهة عالمية في الاقتصاد والسياحة والتكنولوجيا… مدن مثل دبي وأبوظبي أصبحت مراكز مالية كبرى تنافس كبريات العواصم العالمية. البنية التحتية فائقة الحداثة، والخدمات الحكومية إلكترونية، والبيئة الاستثمارية محفزة، والمواطن يحظى بمكانة رفيعة داخل بلده وخارجه.

في المقابل، الجزائر، التي يفترض أن تكون سبّاقة بحكم استقلالها المبكر ومواردها الهائلة، ما زالت غارقة في أزمات لا تنتهي: اقتصاد هش، بطالة متفشية، نظام صحي متدهور، مؤسسات بيروقراطية منهارة، وهجرة جماعية نحو المجهول. لا يُوجد جزائري اليوم لا يحلم بالفرار من بلده بحثًا عن الكرامة والفرص، حتى لو كلّفه ذلك حياته في عرض البحر.

السبب؟ منظومة حكم أهدرت ثروات البلاد، وأبقت الشعب الجزائري رهينة الشعارات الفارغة، والعقليات المتحجرة، والسياسات الارتجالية. لم تستثمر في الإنسان، ولا في التعليم، ولا في الابتكار. النتيجة: دولة تعيش على هامش الزمن، تفتقر إلى الرؤية والطموح، وتبدو وكأنها محكومة بمنطق العزلة والانغلاق.

الإمارات، رغم صغر حجمها، تصنع الفارق عالمياً. والجزائر، رغم كل إمكانياتها، ما تزال تراوح مكانها، بل تتراجع إلى الخلف. إنها مقارنة مؤلمة، لكنها ضرورية لإدراك حجم الكارثة التي يعيشها شعب جزائري كان من المفترض أن يكون في طليعة الدول النامية.

ا

زر الذهاب إلى الأعلى