المغرب والإمارات: تحالف الوفاء في زمن الجحود وعبث الجوار العسكري
المغرب والإمارات: تحالف الوفاء في زمن الجحود وعبث الجوار العسكري

الدار/ تحليل
في عالم عربي يضج بالتقلبات والانقسامات، تبقى بعض العلاقات نموذجًا للاستمرارية والثبات، تتجاوز منطق المصالح الظرفية إلى معاني الأخوة الحقيقية. بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، نسجت عقود من التعاون والوفاء المتبادل، علاقة استثنائية لا تشوبها الحسابات الضيقة، ولا تعكّر صفوها أمواج الخلافات العابرة.
منذ لحظات التأسيس الأولى للاتحاد الإماراتي، وقف المغرب إلى جانب الأشقاء في الخليج، إيمانًا بوحدة المصير والمبادئ. لم يكن ذلك مجرد دعم دبلوماسي، بل التزامًا نابعًا من إيمان عميق بقداسة روابط الدم والدين والتاريخ. وفي المقابل، لم تتأخر الإمارات يومًا عن مؤازرة المغرب في قضاياه العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، ولم تتردد في دعم مشاريع التنمية والبنية التحتية، بما يعكس روح الشراكة الصادقة. إن ذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ستظل حاضرة في وجدان المغاربة، كرجل حكيم بنى نهضة بلده ومدّ يد العون لمن حوله بصفاء نية وشهامة لا تُشترى.
وفي مقابل هذا النموذج المتحضر من العلاقات، نجد مشهدًا مغايرًا تمامًا يرسمه النظام العسكري الحاكم في الجزائر، نظام لا يؤمن إلا بسياسات التخريب والتفرقة، ويجد متعته في معاداة جيرانه بدل العمل على تنمية شعبه. هذا النظام لم يكتف بعزل الجزائر عن محيطها الطبيعي، بل انخرط في تمويل الحركات الانفصالية، وشن الحملات الإعلامية والسياسية ضد المغرب، معتقدًا أن عرقلة استقرار الآخرين هي السبيل الوحيد لتغطية فشله الداخلي.
لقد اختار النظام الجزائري أن يتمادى في عدائه التاريخي للمغرب، بدل أن يمدّ يد التعاون كما تفعل الدول الناضجة. لم يحترم قواعد حسن الجوار، ولم يلتزم بمبادئ الأخوة المغاربية، بل أصر على زجّ شعبه في أوهام “العدو الخارجي”، بينما ينهار الاقتصاد وتُقمع الحريات وتُختنق الأصوات الحرة في الداخل.
الفرق صارخ بين نظام ملكي مغربي يدير شؤون الدولة برؤية إصلاحية وتطلعات تنموية، وبين نظام عسكري جزائري غارق في الحسابات الإيديولوجية البالية والانقلابات على إرادة الشعب. وبينما تبني الإمارات والمغرب تحالفات قائمة على الثقة والمصلحة المشتركة، يغرق النظام الجزائري في محاولات هدم أي تقارب عربي-عربي لا يمر عبر بوابة جنرالاته.
نحن لا ندافع عن أحد دفاعًا أعمى، بل نقف مع من يستحق، وننتقد من يستحق. الإمارات تستحق الاحترام، والمغرب يفرض تقديره بثبات مواقفه، أما النظام الجزائري، فقد اختار موقعه في خانة العزلة والعداء، وتلك مسؤولية يتحمل تبعاتها أمام التاريخ.