
الدار/ تحليل
قام السفير الهنغاري المعتمد بالرباط، ميكلوش تروملر، بزيارة رسمية إلى مدينة الداخلة، إحدى أبرز حواضر الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتأتي هذه الزيارة تنفيذًا لتوجيهات وزير الخارجية الهنغاري التي أصدرها الشهر الماضي، خلال لقاء جمعه بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، خلال زيارة رسمية إلى العاصمة بودابست.
وتُعد هذه الزيارة الدبلوماسية مؤشراً على دعم متزايد من قبل هنغاريا لمخطط الحكم الذاتي المغربي، وتأكيدًا على الاهتمام الأوروبي المتصاعد بالدور المحوري الذي تلعبه الأقاليم الجنوبية للمغرب في مجالات التنمية والاستقرار الإقليمي.
وقد تم استقبال السفير تروملر بحفاوة في الداخلة، حيث أُطلع على مشاريع تنموية واعدة في قطاعات متعددة، من ضمنها الطاقات المتجددة، البنية التحتية، الصيد البحري، والسياحة الإيكولوجية. كما عقد السفير لقاءات مع مسؤولين محليين وممثلي المجتمع المدني، مما يعكس رغبة هنغاريا في استكشاف فرص التعاون والاستثمار في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات المغربية الهنغارية، وخاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، والتي تدفع دول أوروبا الشرقية إلى تنويع شراكاتها جنوب المتوسط.
وتأتي زيارة السفير تروملر بعد سلسلة من المواقف الدولية المؤيدة للموقف المغربي من قضية الصحراء، وهو ما يعكس دينامية دبلوماسية فعالة تنتهجها الرباط لترسيخ سيادتها على أقاليمها الجنوبية عبر بوابة التعاون الدولي والتنمية المحلية.