أخبار دوليةسلايدر

واشنطن تُعيد رسم سياستها تجاه سوريا: دعم مشروط ولقاءات رفيعة المستوى تمهد لمرحلة جديدة

الدار/ خاص

في جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي بتاريخ 20 مايو 2025، قدّم وزير الخارجية ماركو روبيو مداخلة مطوّلة كشفت عن تحول ملحوظ في مقاربة واشنطن للملف السوري. روبيو دافع عن قرار الانخراط مع الحكومة الانتقالية في دمشق، رغم التحفظات الأمنية التي أبدتها بعض المؤسسات الأمريكية، مشيرًا إلى أن استمرار العقوبات كان سيؤدي إلى انهيار الحكومة خلال أسابيع ويدفع البلاد نحو حرب أهلية شاملة وتمزق داخلي يصعب احتواؤه.

الوزير أوضح أن عدداً من قيادات الحكومة السورية لم يمرّوا من فحص مكتب التحقيقات الفيدرالي بنجاح، لكنه اعتبر أن الضرورة تفرض التعامل معهم مرحلياً، حفاظاً على فرصة نادرة لتحقيق استقرار شامل في سوريا ولبنان. كما أشار إلى أن السفارة الأمريكية ستُعاد فتحها فور تحسن الوضع الأمني، مشيرًا إلى وجود مجموعات مسلّحة خارجة عن السيطرة ما زالت تشكل تهديدًا مباشراً.

في حديثه عن قانون “قيصر”، أقرّ روبيو بأن تجديد الرخص المؤقتة كل 180 يوماً غير كافٍ لتحفيز المستثمرين أو منح الشركاء الإقليميين الثقة اللازمة للتدخل الإيجابي. ودعا إلى تحرك تشريعي واضح من الكونغرس لرفع العقوبات نهائيًا، كخطوة ضرورية لدفع مسار الاستقرار.

أما على صعيد اللقاءات الدبلوماسية، فكشف روبيو عن لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري في تركيا، كما أشار إلى لقاء آخر جمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرئيس السوري في الرياض، بترتيب سعودي–تركي، واصفًا تلك اللقاءات بالإيجابية. كما تحدث عن اجتماع ثالث تم في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

الجلسة اختتمت باستفسار لافت من عضو الكونغرس جيم ريتش حول إمكانية دعوة الرئيس السوري لزيارة الولايات المتحدة، وهي فكرة رحّب بها روبيو، مشيرًا إلى أنه يمكن تنسيق ذلك عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من الواضح أن واشنطن تتجه نحو مرحلة جديدة في تعاطيها مع الشأن السوري، تقوم على مزيج من الواقعية السياسية والدفع نحو وحدة سوريا وسيادتها تحت إدارة انتقالية مدعومة دوليًا، مع انفتاح على تسويات دبلوماسية غير مسبوقة منذ اندلاع الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى