أخبار الدارسلايدرفن وثقافة

ميغيل بوفيدا يُلهب باب الماكينة بسحر الفلامينكو وقصائد الغناء العميق

ميغيل بوفيدا يُلهب باب الماكينة بسحر الفلامينكو وقصائد الغناء العميق

أحيى الفنان الإسباني ميغيل بوفيدا، مساء الجمعة بمنصة باب الماكينة، حفلا موسيقيا ساحرا، نقل خلاله جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة إلى قلب فن “الكانتي خوندو” العميق، في عرض مؤثر مزج فيه بين نغمات الفلامنكو ونصوص الشاعر الإسباني الكبير فيديريكو غارسيا لوركا.

وبرفقة عازف الغيتار البارع خيسوس غيريرو، أعاد بوفيدا إحياء قصائد مختارة من ديوان “شعر الكانتي خوندو” لغارسيا لوركا، في أداء شديد الوقع، جمع بين عمق الكلمات وروح الفلامنكو الجياشة.

وأسر صوت ميغيل بوفيدا القوي قلوب الحاضرين، حيث غدت كل نغمة تعبيرا صادقا عن إحساس غامر، زاد من قوته تفاعل الجمهور الذي شارك في الإيقاع بالتصفيق والخبط على الجسد، فشكلوا هم أيضا جزءا من العرض.

وساهمت غيثارة غيريرو القادمة من الأندلس، في إضفاء أبعاد سمعية غنية، صنعت مع الغناء عالما متكاملا من الفلامنكو الأصيل. واحتفى الفنانان معا بما يسمى “الدويندي”، ذلك الشعور الغامض والعميق الذي يجمع بين الشعر والموسيقى في تجربة روحية خالصة.

وبين الأغاني، عبر ميغيل بوفيدا عن سعادته بتقديم أشعار هذا الشاعر العالمي الكبير، مشيدا بقوة الموسيقى في تقريب الشعوب وبناء الجسور بين الثقافات.

كما أشار إلى مدى القرب الجغرافي والثقافي بين إسبانيا والمغرب، مؤكدا أن أنغام الفلامنكو تجد صدى طبيعيا في قلوب المغاربة، وكأنها تنبع من نفس الروح.

يُعد فيديريكو غارسيا لوركا أحد أبرز شعراء وأدباء القرن العشرين في إسبانيا، وقد تميزت أعماله بالتشبع بالتراث الشعبي الأندلسي، والفلامنكو، والموسيقى الغجرية، فضلا عن اهتمامه بالمسرح، حيث استكشف في كتاباته قضايا المصير، والعاطفة، والمأساة، بأسلوب شعري لا يزال يتردد صداه في العالم إلى اليوم.

وتتواصل أمسيات المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية يوم السبت، بمشاركة أكثر من 200 فنان من 15 دولة. ويشكل هذا الحدث جسرا حقيقيا بين الثقافات والديانات، استمرارا لروح مدينة فاس باعتبارها حاضرة تاريخية كانت على مر الدوام ملتقى للمعرفة والروحانية.

زر الذهاب إلى الأعلى