المغرب يندد بقوة الهجوم على قطر ويجدد إلتزامه بسيادة الدول وأمن الخليج

جاءت إدانة المملكة المغربية الشديدة للهجوم الصاروخي الذي إستهدف سيادة دولة قطر ومجالها الجوي، كتعبير راسخ عن تمسك المملكة بالمبادئ المؤطرة لسياستها الخارجية، والمبنية على احترام الشرعية الدولية، ورفض كل ما من شأنه تهديد السلم الإقليمي والأمن الجماعي. هذا الموقف، كما ورد في بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يعكس إنخراط المغرب التام في مناهضة أي اعتداء على سيادة الدول، ويعبر عن تضامن واضح مع دولة قطر الشقيقة، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة وتحديات أمنية معقدة.

الدبلوماسية المغربية التي تدار بتبصر سيادي من لدن جلالة الملك محمد السادس،يأتي بيانها اليوم ضمن رؤية إستراتيجية عميقة، تجعل من أمن الخليج امتدادا طبيعيا لأمن المملكة، دون السقوط في منطق الاصطفاف أو ردود الفعل الإنفعالية. فالموقف المغربي يجمع بين الرفض الحازم للإعتداء وبين إلتزامه بالحوار والتوازن، ويؤكد على أولوية إحترام سيادة الدول كركيزة لأي منظومة سلم إقليمي ودولي فعال.
فضلا ومن حيت الحنكة في توظيف المفاهيم ، فإن الوصف الذي استعمل في البيان ، “الهجوم الصاروخي السافر” ، يحمل دلالة قانونية وأخلاقية واضحة، تدين الإنتهاك بشكل صريح ، وتذكر بالمبدأ الثابت في السياسة المغربية، القائم على عدم التساهل مع ما يمس أمن الشعوب وإستقرار الدول، ولا خروج عن إطار الشرعية الدولية ومقتضيات القانون.

ختاما ، المغرب و في سياق تتعدد فيه مراكز التوتر والتحولات، يجدد التزامه بمبادئه، ويعيد التأكيد على أن الدبلوماسية الرصينة هي التي تتقاطع عند مصالح الشعوب، وتتجاوز الإنفعالات الظرفية نحو إختيارات إستراتيجية متوازنة، تأخذ بعين الإعتبار وحدة الصف العربي وأولوية الاستقرار، وحماية السيادة الوطنية للدول الشقيقة.

ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.
خبير في نزاع الصحراء المغربية.