بكين تُضيء نافذة التلاقي الحضاري: 600 شخص من 140 دولة في حوار عالمي من أجل السلام والتنمية
الدار/ مريم حفياني
انطلقت في العاصمة الصينية بكين فعاليات الاجتماع الوزاري لحوار الحضارات العالمية، الذي استمر لمدة يومين تحت شعار: «حماية تنوع الحضارات الإنسانية من أجل السلام والتنمية العالميين». وقد شهدت هذه التظاهرة مشاركة أكثر من 600 مندوب من 140 دولة ومنطقة ، ما يعكس القوة المتجددة للتنوع الثقافي كقاعدة أساسية للتفاهم والتعاون المستدام.
يأتي هذا الاجتماع ضمن إطار المبادرة العالمية للحضارات التي طرحتها الصين في مارس 2023، وتعتبر جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الحوار الإنساني عبر مبادرات التنمية والأمن والحضارة (). اعتُمد شعار التنوع الحضاري أساسًا لمواجهة الانقسامات العالمية وتعزيز مجتمعٍ بشري بمصير مشترك ().
في الجلسات الموازية، تناول المشاركون دور التبادل الحضاري في تحقيق تنمية عالمية شاملة، وسبل الحفاظ على التراث الثقافي وتجديده، بالإضافة إلى تعزيز التفاهم الشعبي والتقدم التكنولوجي . كما شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن «التنوع الحضاري قوة لتعزيز التفاهم والتضامن العالمي»، مؤكدًا على القيمة المضافة للحوار الحضاري في مواجهة الأزمات المعولمة ().
في كلمته الترحيبية عبر رسالة، أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن التنوع أساسٌ لازدهار الحضارات، وأن الحوار المتبادل أسلوب فعّال لتجاوز النكوص والصدامات الحضارية (). وأعرب عن رغبة الصين في بناء شبكة دولية للحوار والتعاون تستند إلى احترام السيادة والتنوع، وتعزز التفاهم بين شعوب العالم .
الحدث يعكس التوافق الدولي حول ضرورة حماية التنوع الثقافي كأساس لتحقيق السلم والتنمية المستدامة. فقد اعتمدت الأمم المتحدة مؤخرًا “اليوم الدولي للحوار بين الحضارات” في 10 يونيو، استجابة لقرارات الجمعية العامة التي صاغتها الصين بدعم أكثر من 80 دولة ().
على أرض الواقع، يتناول الحوار قضايا معاصرة من قبيل استغلال التقنيات (مثل الذكاء الاصطناعي) في حفظ التراث، وتطوير المناهج التعليمية لتشمل منظورًا حضاريًا متعدد الأبعاد، ودور الشباب والإعلام في بناء روايات مشتركة تُعزز من الانسجام بين الأمم. ويبدو أن الاجتماع يمثل خطوة إضافية في طريق إرساء ثقافة تتجاوز النزعة أحادية القطب في العلاقات الدولية، وتهدف إلى تحويل الاختلاف إلى فرصة للتكامل الإنساني.
