الدار/ مريم حفياني
بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه، نشرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية تقريرًا مميزًا أبانت فيه عن التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب تحت قيادة جلالة الملك، مؤكدة أن المملكة تخوض رحلة تنموية نموذجية تجمع بين الطموح الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وجاء في التقرير أن عيد العرش في المغرب ليس مجرد احتفال تقليدي، بل هو رمز وطني يعكس وحدة البلاد وتلاحم شعبها مع قيادتها، ويسلط الضوء على مسيرة الإصلاحات التي انطلقت منذ تولي الملك محمد السادس الحكم عام 1999.
وأشارت الصحيفة إلى الإنجازات الكبيرة في مجال البنية التحتية التي غيرت وجه المغرب، خاصة شبكة الطرق السيارة التي تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، بالإضافة إلى تدشين أول قطار فائق السرعة في إفريقيا بين طنجة والدار البيضاء، والذي أسهم في تعزيز الترابط الاقتصادي والإقليمي. كما أشادت بـ”ميناء طنجة المتوسط” الذي يعد من أكبر الموانئ في العالم، ورمزًا لمكانة المغرب كمنصة لوجستية عالمية.
كما ركز التقرير على الريادة المغربية في الطاقات المتجددة، خصوصًا مشروع نور ورزازات للطاقة الشمسية، الذي يعد من الأكبر عالميًا، والتزام المغرب الطموح بتوليد أكثر من نصف حاجته الكهربائية من مصادر نظيفة بحلول عام 2030. وأشار إلى تطور المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر، مؤكدًا دعم الدولة لهذه التكنولوجيا المستقبلية.
اقتصاديًا، أبرز التقرير تحول المغرب نحو صناعات متقدمة مثل السيارات والطيران، مع استثمارات كبرى من شركات عالمية مثل “رونو” و”بوينغ”، مشيرًا إلى نجاح المملكة في تنويع اقتصادها وتعزيز تنافسيتها بفضل بيئة استثمارية محفزة وتطوير القطاع الرقمي.
ولم يغفل التقرير الأبعاد الاجتماعية، حيث اعتبر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي انطلقت في 2005 تعكس التزام المغرب بالعدالة الاجتماعية، عبر تحسين التعليم والصحة وتشغيل الشباب، وإصلاحات في نظام الحماية الاجتماعية والقوانين الأسرية.
على الصعيد الخارجي، ذكرت الصحيفة الدور المحوري للمغرب في تعزيز التكامل الإقليمي من خلال مبادرات مثل “مسار الدول الأطلسية الإفريقية” ومشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، إلى جانب تعزيز علاقات التعاون مع دول أوروبا، الخليج، الصين وأمريكا، ما يعكس سياسة خارجية نشطة ومتوازنة.
وفي مجال الرياضة، نوهت “غلوبال تايمز” بالإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب لكرة القدم بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، واستعداد المملكة لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 والمشاركة في تنظيم كأس العالم 2030، ما يعكس دعم المغرب للشباب وريادته الرياضية.
في المجمل، تؤكد الصحيفة الصينية أن عيد العرش المغربي هو أكثر من احتفال، فهو يوم لاستعراض نموذج تنموي ناجح بقيادة ملكية حكيمة تسعى إلى بناء مستقبل مستدام ومزدهر للمملكة وشعبها، عبر رؤية واضحة ومشاريع طموحة تجعل المغرب مثالًا للتقدم في إفريقيا والعالم العربي.
