
الدار/ إيمان العلوي
يواصل المغرب خطواته الحثيثة نحو تحديث أسطوله العسكري الجوي عبر مفاوضات متقدمة مع شركة “إيرباص هليكوبترز” الفرنسية، من أجل اقتناء عشر مروحيات من طراز H225M كاراكال، في صفقة وُصفت بالإستراتيجية نظراً لما ستوفره من قدرات نوعية جديدة للقوات المسلحة الملكية. وتشير المعطيات المسربة من الصحافة الفرنسية إلى أن المحادثات بلغت مراحل دقيقة تتعلق بالأنظمة الإلكترونية والتجهيزات التقنية والأسعار، مع ترجيحات قوية بأن يتم التوقيع على الاتفاق قريبا، وهو ما سيعزز الشراكة الدفاعية بين الرباط وباريس.
مروحيات “كاراكال” التي يقترب المغرب من ضمها إلى ترسانته تعد من الطرازات متعددة المهام الأكثر تطوراً على مستوى العالم، بفضل قدرتها على تنفيذ عمليات النقل التكتيكي، والإخلاء الطبي، والدعم اللوجستي، إضافة إلى مرونتها في البيئات البحرية والبرية على حد سواء. فهي قادرة على حمل ما يصل إلى 11 طناً من المعدات أو الأفراد، كما تتميز بمدى طيران يقارب ألف كيلومتر، ما يجعلها أداة فعالة في تعزيز الجاهزية العملياتية للقوات الجوية المغربية. ومن المتوقع أن يتم تجهيز النسخة المغربية بأنظمة ملاحة واتصال حديثة، إلى جانب وسائل مراقبة بصرية ورادارية متقدمة، مع تسليح جانبي يوفر الحماية الذاتية أثناء المهام القتالية.
وتكتسي الصفقة بُعداً إضافياً يتجاوز الجانب العسكري الصرف، إذ تسعى شركة “إيرباص” إلى إنشاء مركز صيانة وإصلاح في المغرب ليكون قاعدة إقليمية تخدم دول غرب إفريقيا، وهو ما سيمنح المملكة موقعاً محورياً في الصناعات الجوية الدفاعية ويعزز مكانتها كفاعل استراتيجي بالقارة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية أشمل لتحديث سلاح الجو المغربي الذي شهد خلال السنوات الأخيرة إدخال معدات أمريكية متطورة على رأسها مروحيات “أباتشي” الهجومية، فضلاً عن مقاتلات “إف-16” المطوّرة. وبإضافة “كاراكال” إلى الترسانة، يكون المغرب قد حقق تنويعاً واضحاً في مصادر تسليحه بين الشركاء الغربيين، في رسالة تؤكد سعيه إلى تحقيق توازن إستراتيجي يجمع بين متطلبات الدفاع الوطني والانفتاح على التعاون الدولي.