الدار/ مريم حفياني
وجّه رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستان أركونج تواديرا، رسالة رسمية إلى الملك محمد السادس أعرب فيها عن تقديره العميق للمساندة المغربية لبلاده في مختلف الظروف.
وأكد تواديرا، في هذه الرسالة، أن بلاده تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب إطاراً عملياً وواقعياً لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء، مشدداً على أن هذا الطرح يعكس إرادة المغرب في البحث عن حل سلمي دائم. كما نوّه بالدور المحوري الذي تضطلع به القوات المغربية العاملة تحت راية الأمم المتحدة في بلاده، معتبراً أن حضور “القبعات الزرق” المغاربة في بانغي يجسد التزام المغرب بمبادئ التضامن الإفريقي وتعزيز السلم والأمن.
وتأتي هذه الخطوة لتؤكد استمرار دعم إفريقيا الوسطى للمواقف المغربية داخل الهيئات الدولية، في وقت تتنامى فيه موجة التأييد الإفريقي لمبادرة الحكم الذاتي كخيار استراتيجي ينهي سنوات من الجمود. ويستحضر المراقبون في هذا السياق زيارة وزيرة الخارجية الإفريقية الوسطى، سيلفي بايبو تيمون، إلى الرباط سابقاً، حيث سلمت رسالة مماثلة من الرئيس تواديرا، وأعربت عن تقدير بلادها لمساندة المغرب في أصعب المراحل التي مرّت بها بانغي.
ويعتبر التقارب بين المغرب وإفريقيا الوسطى جزءاً من رؤية مغربية أوسع لتعزيز الحضور الإفريقي في مجالات التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي، بما يعكس الدور الريادي للرباط كفاعل وازن في القارة. كما يعكس هذا التعاون البعد الإنساني والأخوي الذي يميز السياسة الخارجية للمغرب تجاه الدول الإفريقية، خاصة تلك التي تواجه تحديات أمنية وتنموية معقدة.
