المواطن

قطع الطرق بالحجارة وسرقة الجرحى والموتى.. جرائم العصر الحجري

الدار/ أحمد الخليفي

نسمع عن كثير من الجرائم حول العالم، والكثير منها مقزز، لكن أن نسمع عن مجرمين يضعون الأحجار في الطرق السيارة ويسرقون الجرحى والموتى داخل السيارات المنقلبة، فهذا يثير أكثر من التقزز، إنه يثير الرغبة في التقيؤ، لذلك لا بد من جعل من يقومون بهذه الأفعال الوحشية عبرة لغيرهم.

ما وقع قبل أيام بين القنيطرة وفاس ليس جديدا، فقد عايش المغاربة فصولا أخرى من هذه الأفعال الوحشية قبل سنوات، حين تم ضبط عصابة يقوم أفرادها برمي الحجارة على السيارات العابرة للطرق السيارة، وحين تنقلب السيارات يهجم أفراد هذه العصابات كفريق من الضباع، بلا رحمة ولا أية ذرة من الإنسانية، إنهم أسوأ كثيرا من الضباع المتوحشة، ذات السمعة السيئة جدا بين كل الحيوانات لأمها تنهش لحوم ضحاياها وهي حية.

اليوم عادت إلى الواجهة هذه الطريقة المقرفة في السرقة، ولنتصور كيف أن سيارة منقلبة مات أفرادها أو جُرحوا بينما اللصوص المتوحشين يأخذون الغنائم بين آهات الجرحى واحتضار الموتى. إنه شيء يصعب حتى تخيله، فبالأحرى أن يكون واقعيا.

المجرمون السفلة الذين ارتكبوا أفعالهم الإجرامية قبل أيام تم القبض على عدد كبير منهم، وتم تقديمهم على القضاء، وكل المغاربة ينظرون إلى ما قاموا به على أنه لا يقل وحشية عن باقي الجرائم الوحشية في البلاد، لذلك يتمنون أن يكون الحكم عادلا ومنصفا للضحايا.

نعرف أنه في حال صدور أحكام بالإعدام على أولئك المجرمين المتوحشين فإن تلك الجمعيات الموتورة ستنعق مجددا وستردد ما تقوله دائما وهي أن عقوبة الإعدام وحشية وتسلب الحق في الحياة، والسبب بسيط، وهي أنه لا أحد من أفراد تلك الجمعيات كان في تلك السيارات أو الشاحنات التي انقلبت بفعل تلك الحجارة التي وضعها المجرمون، كما أن لا أحد من أبناء أفراد هذه الجمعيات كان من بين الأطفال ضحايا القتل والاغتصاب، لذلك يرون الإعدام عقوبة وحشية، ونتنمى ألا يقعوا في مكروه مشابه للذي وقع فيه غيرهم حتى يغيروا رأيهم في رمشة عين.

الذين يضعوا الحجارة ليلا على الطرق السيارة من الصعب أن ينتموا إلى الجنس البشري، فأفعالهم هذه لا يمكن أن تنتمي إلى بلد مد آلاف الكيلومترات من الطرق السيارة عبر مختلف مدنه وقراه لتسهيل حياة المواطنين وتقريب جهات المملكة، بينما ما يقوم به هؤلاء المجرمون هو محاولة إعادة البلاد إلى العصر الحجري، لذلك ينتظر المغاربة عقوبة تعيد إلى الناس الطمأنينة، وتزرع في نفوسهم إحساسا بأن القتلة المتوحشين لن يعود لهم مكان في هذه البلاد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى