سلايدرمغرب

المهرجان الدولي للفنون الرقمية : فرصة لإعادة صياغة علاقة الانسان بالتكنولوجيا

بقلم/ياسين المصلوحي

 

عرفت مدينة خريبكة، على مدار أسبوع، تنظيم المهرجان الدولي للفنون الرقمية FAN، المنظَّم تحت إشراف CANCoop من طرف جامعة محمد السادس متعددة التقنيات UM6P، بتنسيق مع مدرسة 1337، في نسخته الثانية بين 24 و30 نونبر المنصرم، تحت شعار: الفن والذكاء الاصطناعي: تقاطعات وقطائع.

وقد شهد هذا المهرجان مشاركة مجموعة من المؤسسات العلمية والمعرفية، خصوصًا في المجال الرقمي، مثل معهد الدراسات العليا IAS، والمعهد الفرنسي بالمغرب، ووحدة الفنون والثقافة المنفتحتان OMAC  التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التقنيات.

خلال هذا المهرجان، تم فتح أبواب الجامعة ومدرسة 1337  لفائدة عموم الجمهور للتعرّف على هذه المؤسسة التعليمية التقنية، وكذلك لحضور العروض الفنية والمعرفية المقدَّمة سواء داخل المؤسسة أو في الساحات العمومية لمدينة خريبكة؛ حيث استفاد الجمهور الحاضر من العروض والمعارض والورشات والتجارب التفاعلية المفتوحة بالمجان، إضافة إلى فقرات فنية إبداعية مثل: حفل الألعاب السحرية التفاعلية، وكفاءة الروبوتات، وعرض الإبداع الصوتي والرقمي، والـ”مابّينغ”، وروبوتات فنية، ورقصات مدعّمة بالذكاء الاصطناعي، وتجارب واقع افتراضي… عروض فنية رقمية أبهرت الحضور وأمتعتهم، ولاقَت استحسانًا واسعًا من طرف الحاضرين.

وإلى جانب الفقرات الفنية، عرف المهرجان تنظيم مجموعة من الورشات والموائد المستديرة، لعل أبرزها المائدة المستديرة التي عرفت مشاركة متميزة لفوج طلبة الماستر ــ مسار التميّز في الصحافة والتواصل السياسي ــ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، الذين نشّطوا مائدة حول الفنون الرقمية في الحياة اليومية، خصوصًا في الجانب الإعلامي. وقد تم تقديم عرضين قيّمين: الأول من طرف الطالب الباحث ياسين المصلوحي بعنوان: أثر الفنون الرقمية على المجال الإعلامي والتواصلي، والثاني من طرف الطالب الباحث عزيز بهجاوي بعنوان: الفنون الرقمية كتجلّيات لفرضية القطيعة الأنثروبولوجية. وقد عرفت هذه المائدة المستديرة حضورًا غفيرًا للطلبة والأساتذة الذين أغنوا النقاش وساهموا في تحليل الأفكار وتبادل الخبرات والتجارب بين التوجّهات التقنية والإعلامية، بفعل اختلاف وتنوّع التخصصات. كما شهد المهرجان حفل توقيع ترجمة كتاب “التبادل المستحيل” لكاتبه جان بودريار من طرف الأستاذ والمفكر المغربي لحسن البوهالي

هذا المهرجان الدولي، الذي عرف حضور فنانين وباحثين وطلبة من دول مختلفة مثل فرنسا وإسبانيا والصين واليابان وتونس، شكّل فرصة لتبادل المعارف والتجارب والاستفادة من الخبرات المتنوعة للحاضرين. كما أنه يعدّ ملتقى للابتكار واللمسة الإبداعية التي تمزج الفن بالتقنيات وتعيد تشكيل علاقة الإنسان بالتكنولوجيا، ويُعتبر موعدًا مهمًا للتعريف بالمؤسسات التعليمية التقنية وانفتاحها على الجمهور العريض.

ياسين المصلوحي

زر الذهاب إلى الأعلى