أخبار الدارالرياضةسلايدر

تعادل باهت يفضح فشل الركراكي التكتيكي ويضع “أسود الأطلس” أمام امتحان مبكر

تعادل باهت يفضح فشل الركراكي التكتيكي ويضع “أسود الأطلس” أمام امتحان مبكر

الدار/ سارة الوكيلي

لم يكن التعادل (1-1) الذي حققه المنتخب المغربي أمام مالي في ثاني مباريات دور المجموعات من كأس أمم إفريقيا، مجرد نتيجة عابرة، بل كشف بوضوح حجم الارتباك الذي يطبع أداء “أسود الأطلس” تحت قيادة وليد الركراكي. أداء بلا روح ولا شخصية، أعاد إلى الواجهة أسئلة ثقيلة حول جاهزية المنتخب، والأهم حول قدرة مدربه على إيجاد حلول حقيقية في اللحظات الصعبة.

منذ صافرة البداية، بدا المنتخب المغربي تائهاً فوق أرضية الملعب، عاجزاً عن فرض إيقاعه أو ترجمة الاستحواذ إلى فرص حقيقية. غابت الأفكار، وتكررت الكرات العرضية العقيمة، فيما ظهر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بطيئاً ومتوقعاً، وكأن الخصوم باتوا يحفظون أسلوب لعب المنتخب عن ظهر قلب. هذا العجز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لخيارات تكتيكية محدودة وقراءة سطحية لمجريات اللقاء.

الأكثر إثارة للقلق، أن منتخباً يزخر بلاعبين محترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، ظهر بلا هوية جماعية واضحة. الفرديات طغت على العمل الجماعي، دون أي انسجام أو تنويع في الحلول، ما يعكس فشلاً في البناء التكتيكي وفي استثمار الإمكانيات المتاحة. كيف لمنتخب بلغ نصف نهائي كأس العالم أن يعجز عن صناعة اللعب أمام خصم منظم لكنه ليس مستحيلاً؟

وليد الركراكي، الذي كان يُنظر إليه سابقاً كمدرب واقعي وذكي في إدارة المباريات، بدا هذه المرة مكشوفاً على دكة البدلاء. تغييرات متأخرة وغير مؤثرة، وإصرار غير مبرر على نفس الأسماء رغم تراجع مردودها، مقابل غياب الجرأة في ضخ دماء جديدة قادرة على قلب الموازين. مدرب مالي قرأ المباراة بذكاء، بينما اكتفى الركراكي بردود فعل متأخرة لم تُغير شيئاً من واقع المباراة.

الخلل لم يقتصر على الشق الهجومي فقط، بل امتد إلى التوازن الدفاعي، حيث ظهر الخط الخلفي مرتبكاً عند أول ضغط، وبطيئاً في الارتداد، ما يعكس غياب التنظيم والانسجام. الأخطر أن هذه الأعطاب ظهرت في دور المجموعات، في وقت يُفترض فيه أن يكون المنتخب في أفضل حالاته، لا أن يبحث عن نفسه وسط المنافسة.

الجماهير المغربية، التي ملأت المدرجات أملاً في رؤية منتخب قوي وشجاع، غادرت بخيبة أمل كبيرة. فالصورة التي قدمها “أسود الأطلس” كانت بعيدة عن هوية المنتخب القتالية التي طالما افتخر بها المغاربة. التعادل أمام مالي لم يكن فقدان نقطتين فقط، بل صفعة فنية كشفت هشاشة المشروع الحالي، وعمق الأزمة على مستوى الاختيارات والتصورات.

اليوم، لم يعد الركراكي أمام هامش كبير للمناورة. الاستمرار في النهج نفسه، بنفس الأفكار والأسماء، يعني منح المنافسين أفضلية واضحة، ويجعل الحديث عن اللقب مجرد شعار بلا مضمون. كأس أمم إفريقيا لا ترحم، والمنتخبات التي لا تتعلم بسرعة من أخطائها تدفع الثمن غالياً. وعلى وليد الركراكي أن يدرك أن رصيده السابق لا يعفيه من المحاسبة، وأن المرحلة تفرض شجاعة أكبر في القرار قبل فوات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى