أخبار الدارالرياضةسلايدر

الركراكي يراهن على الحسم لا الخطاب: الأسود أمام اختبار زامبيا بين ضغط التوقعات وضرورة الإقناع

الركراكي يراهن على الحسم لا الخطاب: الأسود أمام اختبار زامبيا بين ضغط التوقعات وضرورة الإقناع

 

 

الدار/ سارة الوكيلي

بلهجة واثقة ولكن محاطة بكثير من التحفظ، اختار وليد الركراكي أن يختصر رهانه قبل مواجهة زامبيا في كلمة واحدة: الفوز. ففي لحظة تتقاطع فيها حسابات التأهل مع تصاعد منسوب الانتقادات، بدا الناخب الوطني واعيا بأن أي نتيجة غير الانتصار لن تكون كافية لإخماد الجدل المتنامي حول أداء “أسود الأطلس” في دور المجموعات. مباراة الإثنين لم تعد مجرد محطة تقنية، بل تحولت إلى اختبار نفسي وتكتيكي يفرض على المنتخب حسم صدارة المجموعة الأولى والبقاء في الرباط استعدادا للأدوار الإقصائية، دون ترك أي هامش للتأويل أو الشك.

الركراكي، الذي يدرك حساسية المرحلة، تحدث عن جاهزية لاعبيه بنبرة تعكس قناعة داخلية أكثر مما تعكس طمأنة خارجية. سبع نقاط ليست رقما اعتباطيا في خطابه، بل هدفا رمزيا لتأكيد السيطرة وتفادي الحسابات المعقدة. غير أن ما بين السطور يكشف أن المدرب يعلم جيدا أن الإقناع الفني بات لا يقل أهمية عن النتيجة نفسها، خاصة في ظل الانتظارات العالية لجمهور تعود على منتخب أكثر شراسة ووضوحا في الأفكار.

عودة أشرف حكيمي إلى أجواء المنافسة تمثل، في هذا السياق، ورقة أساسية لإعادة التوازن والهوية للفريق. الركراكي لم يُخفِ أهمية قائد الجهة اليمنى، معتبرا أن وجوده يمنح المجموعة بعدا قياديا إضافيا ويغير ملامح الأداء داخل الملعب، سواء بدأ أساسيا أو دخل كبديل. حكيمي هنا لا يُقدَّم فقط كلاعب، بل كرمز لاستعادة الشخصية والاندفاع في لحظة يحتاج فيها المنتخب إلى عناصر قادرة على كسر الرتابة.

وفي ملف براهيم دياز، بدا المدرب حريصا على توجيه رسالة مزدوجة: دفاع عن لاعب تعرض لضغط كبير، وتأكيد على الرهان عليه في المواعيد الكبرى. الركراكي يرى أن دياز بلغ النضج الذهني الذي كان ينتظره، وأن قيمته لا تقتصر على اللمسة الحاسمة، بل تمتد إلى الالتزام الدفاعي والتحركات الذكية، في إشارة واضحة إلى أن المنتخب لا يمكنه الذهاب بعيدا دون لاعبين قادرين على الجمع بين الجودة والانضباط.

الحديث عن تماسك المجموعة لم يكن بدوره معزولا عن السياق العام. ثقة الركراكي في لاعبيه بدت أكبر من ثقة المحيط الخارجي، وهو ما عبّر عنه صراحة حين شدد على أن الجميع قابل للتوظيف، وأن الرسمية ليست مضمونة لأحد. رسالة داخلية هدفها الحفاظ على التنافس، ورسالة خارجية مفادها أن المنتخب لا يعاني أزمة غرفة ملابس بقدر ما يواجه ضغط نتائج وتوقعات.

ولم يغفل الناخب الوطني الإشارة إلى إسماعيل الصيباري، معتبرا إياه عنصرا مهما ضمن منظومة تتوفر على تعدد الحلول، في محاولة لتبديد الانطباع السائد حول محدودية الخيارات. لكن أكثر ما لفت في خطاب الركراكي كان دفاعه الصريح عن مجموعته أمام موجة الانتقادات، حين استحضر معادلة “الأغلبية الصامتة والأقلية الصاخبة”، معترفا في الآن ذاته بأن سقف الطموحات ارتفع إلى درجة تجعل الرضا الكامل أمرا شبه مستحيل.

يدرك وليد الركراكي أن شغف المغاربة بكرة القدم سلاح ذو حدين: يمنح دعما جماهيريا هائلا، لكنه يفرض ضغطا دائما لا يرحم. وبين الإيمان بالمجموعة والرهان على ما سيُقدَّم داخل المستطيل الأخضر، تبقى مواجهة زامبيا لحظة فاصلة قد تعيد الهدوء والثقة، أو تفتح الباب على أسئلة أعمق حول المسار والأداء في بطولة لا تعترف إلا بمن يفرض نفسه فوق العشب، لا خلف المنصات.

زر الذهاب إلى الأعلى