سنتان سجنا نافذا لضابط استخبارات مزور في الدارالبيضاء

الدار/ بوشعيب حمراوي

أدانت المحكمة الابتدائية الزجرية عين السبع بالبيضاء مساء أول أمس الأربعاء الشيخ النصاب والثمانيني الأنيق المعتقل على خلفية عشرات عمليات النصب والاحتيال وانتحال صفات متعددة وسامية، منها ضابط أمن متقاعد وموظف بالاستخبارات المغربية. وقضت في حقه بالسجن سنتين نافذتين، مع إرجاعه المبالغ المالية للضحايا، و أدائه تعويضا عما لحقهم من الضرر. علما أن الشيخ من ذوي السوابق القضائية،  إذ سبق له أن قضى ثلاث عقوبات حبسية تراوحت بين 4 سنوات و 4 أشهر. وكان أحد الصحفيين وراء تفجير قضية الشيخ، حيث نصب رفقة شقيقه كمينا للشيخ. بتنسيق مع الأمن الوطني والنيابة العامة، مكن إيقافه في حالة تلبس بمقهى بالبيضاء.

وكان الشيخ يوهم ضحاياه بإمكانية تشغيل أو توظيف أبنائهم مقابل مبالغ مالية. وكان الثمانيني يكتسب مهارات قوية في الإقناع، بداية بمظهره الأنيق، وربطة العنق، وحديثه باللغة الفرنسية.

وسبق لموقع الدار أن أشار إلى قضية الشيخ  الموقوف (85 سنة)، والذي ضبط قبل حوالي شهر متلبسا، بتسلمه قسطا من مبلغ مالي، يعود لأحد الآباء الذي، وعده بتوظيف ابنه. بعد أن نصبت النيابة العامة، كمينا بمساعدة الضحية والشرطة القضائية لأمن سيدي البرنوصي. حيث تم وضعه رهن الحراسة النظرية، من أجل الاستماع إليه، والكشف كل المعطيات، وانتظار شكايات عدة ضحايا. كما تم تمديد الحراسة النظرية إلى غاية أمس الأحد، لتتم إحالته في حالة اعتقال على وكيل الملك لدى ابتدائية عين السبع. والتي أحالته على جلسة اليوم الاثنين، من أجل النصب والاحتيال وانتحال صفات متعددة.

وأفاد مصدرنا أن الموقوف، مبحوث عنه منذ سنة 2013 من طرف الدرك الملكي والأمن الوطني، في ملفات شبيهة. وأنه كان يستدرج ضحايا من داخل المساجد. حيث كان يجالس الآباء، إلى أن يكسب مودتهم، ويمدهم بهويات مختلفة،حسب نوعية الضحايا ومطالب أبنائهم العاطلين عن العمل. وأنه كان يتلقى مبالغ مالية مختلفة تزيد وتنقص حسب الشغل أو الوظيفة التي يأمل الضحية الحصول عليها لفائدة ابنه أو ابنته.

الموقوف أوهم الآباء بقدرته على إلحاق أبناهم بأسلاك الشرطة أو توظيفهم في قطاعات حكومية أو ضمان حصولهم على تأشيرات للهجرة. مؤكدا علاقته الوطيدة بشخصيات نافذة في أجهزة حساسة، من بينها المديرية العامة للأمن الوطني.

وقد تم ضبطه متلبسا بتسلمه مبلغا ماليا كدفعة ثانية، مقابل من طرف طالب جامعي، كان قد وعده بالتوسط له من أجل الحصول على تأشيرة سفر إلى إحدى الدول الأوربية.