الحسيني لـ”الدار”: هذه دلالات مشاركة المغرب في مؤتمر مكافحة الإرهاب في إفريقيا
الدار/ خاص
أكد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، أن مشاركة المغرب في مؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول مكافحة الإرهاب، المقررة اليوم السبت، تحمل العديد من الدلالات.
وأكد الحسيني على أنها مشاركة جد معبرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، بالنظر إلى كون المغرب هو منذ مدة عضو ملاحظ المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وتقدم بطلب العضوية كاملة في المنظمة وحظي بالقبول المبدئي لكن هناك مشاكل ترتبط ببعض القضايا الاقتصادية العالقة خصوصا مع نيجيريا والسنيغال.
وأشار المتحدث إلى أن هذه المشاركة تؤكد على الرغبة في التحول لمشارك وعضو كامل العضوية، وكذا استعداد المجموعة لتقبل العضوية الكاملة، حسب ما جاء في تصريحات الحسيني ل"الدار".
وأوضح الحسيني أن هذا الاجتماع "يأتي في إطار تطورات مهمة" داخل هذه المجموعة، ومن ضمنها اقامة منطقة للتبادل الحر، الأمر الذي يرفع من حظوظ المغرب الانضمام لهذا التنظيم، وفق ما جاء على لسان المتحدث.
وعلى المستوى الاستراتيجي، تؤكد المشاركة المغربية وفق الحسيني على أن دراسة وضعية الارهاب في دول غرب افريقيا لا تهم هذه الدول فقط كما يزعم النظام الجزائري، وتؤكد أن المغرب طرف أساسي في محاربة الارهاب والجريمة المنظمة في المنطقة.
ولفت المتحدث إلى أن المشاركة المغربية في مكافحة الإرهاب متميزة، ولا تتعلق بعمليات حفظ السلام التي تنظمها الأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن، وتتعداها إلى تقديم خبراته وتجربته التي لا تنبني على المقاربة العلاجية، بل تركز على الوقاية، كما أنها لا ترتبط فقط بتفكيك الخلايا النائمة قبل تنفيذ عملياتها، بل تتجاوزها إلى تناول الحقل الديني ومحاربة التطرف وتكوين الأئمة ونشر الإسلام المعتدل، وفق توضيحات الحسيني.
ويشارك وفد مكون من ناصر بوريطة ومحمد ياسين المنصوري في أشغال الدورة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول مكافحة الإرهاب، المقررة في 14 شتنبر في واغادوغو، بتعليمات ملكية.
وأكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون على أن "الدعوة الموجهة إلى جلالة الملك من طرف الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، محمدو إيسوفو، رئيس النيجر، لحضور هذه القمة، تعكس دور المغرب باعتباره شريكا متميزا لهذه المجموعة ولغيرها من المؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة"، علاوة على كونها "تشكل اعترافا بدعم المغرب الهام والحاسم في مجال التصدي لهذه التهديدات".
وستعرف القمة مشاركة عدد من المنظمات والبلدان الشريكة في مكافحة الإرهاب في المنطقة إلى جانب الدول ال15 الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وستشكل مناسبة للتشاور حول وضعية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة وسبل تعزيزه.