غير مصنف

التحدي الحقيقي.. الوجه الآخر لمدينة بوجدور

الدار/سعيد المرابط 

تُوصَف مدينة بوجدور بـ”إقليم التحدي“، وذلك وصْفٌ لا يمكن لأيّ زائرٍ، إلى هذه المدينة الفتية، إلا أن يصدّقه، فالتحدي الذي أطلقه ”الحسن الثاني“، لا زال عنوان المدينة، مُذ كانت بضع خيم متناثرة هنا وهناك.

تتحدى بوجدور، واقعها الذي يخدش رنين التحدي، والذي لا يفتأ المسؤولون هنا يجترون أسطوانته المشروخة، مُذ أربعة عقود ونيف.

أثناء تواجدنا ببوجدور، ضمن فعاليات مهرجان ”أكبار“، يكاد جميع المسؤولين، يُؤكدون أن ”بوجدور إبن المسيرة الخضراء، ولد معها“، ويُجمعون على أنه أثنائها ” لم يكن في مدينة بوجدور غير المنارة، ولم تكن المدينة بعد قد توفرت على قطاع الصيد، الذي بدأ في الثمانينات، ولم تكن  أوراش بها، ولا معالم“، مضيفين أن ”الدولة بذلت مجهوداً كبيراً، في مشاريع إستثمارية واعدة، وقطاع صيد ينافس المدن الأخرى، بثالث أكبر ميناء في الأقاليم الجنوبية“.

في هذه التصريحات، تتخيل المدينة كأنها واقفة على عروشها، كالمدن المتطورة، وعلى أرض الواقع، يعني هذَا، أن بوجدور لا زال في البدء، شبه مدينة، في مهدها ”المسيرة الخضراء“، التي صار عمرها الآن ثلاثة وأربعون سنة.  

وحسب المعلومات التي إستقتها ”الدار“، من مصدر بحري، فميناء بوجدور، الذي وصفه رئيس المجلس الإقليمي، أثناء زيارة لمركز التأهيل البحري، أنه ”عصب المدينة وقلب إقتصادها“، يصدر ”خمسة وخمسين ألف طن من جميع أصناف الأسماك، تبلغ قيمتها في السنة؛ أكثر من 570 مليون درهم، لكنها لا تعود على المدينةِ، إلا بالنذر القليل“.

ويضيف ذات المصدر، الذي تحفظ عن ذكر إسمه، معلقاً”لا أريد مشاكل مع الإدارة“: ”ما تخرجه البواخر، من من السمك يتم نقله إلى أكادير، وغيرها، لأن بوجدور، تفتقر إلى مصانع يمكن أن تجعل خيراتها باقية على ترابها“. 

ويعلق الشاب ”هيدالة الموساوي“، متزوج ويعمل في بيع وشراء السمك، ”نعم لدينا ثروة بحرية هائلة، ولكن سعْر الكيلوغرام الواحد من الكوربينة، يبلغ سبعين درهماً“.

هيدالة، من الشباب المقاطع للمهرجان، عندما سألناه عن السبب، رغم أنه كما قال مديره محمد خيا، أنه فرصة الساكنة ”للترفيه والخروج من الروتين“، أجاب ساخراً ”ترفيهٌ في  مدينة يرأسُ مجلسَها البلدي رجلٌ في  منصبه منذ إثنين وأربعين عاما، وهي تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية، كالفضاءات الترفيهية، والحدائق، إذ لا يجدُ السكان متنفساً فيها“.

من المشاكل، التي تعاني منها بوجدور، حسب هيدالة، مشكل الماء الشروب، إذ يؤكد، ”أنه حتى الماء الذي تتم تصفيته من البحر، غير صالح للشرب، إذ تعتمد الساكنة، على المياه على الآبار القريبة من المدينة، أو من محلات تصفية المياه، من أجل الشرب والطهي، لتكتفي بماء الحنفية للغسيل أو التنظيف“.

سيكمل غداً بوجدور، عامه الثالث والأربعين من عمر التحدي المتعثر، الذي تحمل أغلبية الساكنة، مسؤوليته للمسؤولين، وسلطة عمومية، إذ يؤكد هيدالة، أن ”زهاء العشر سنوات الأخيرة، مرت هباءً من عمر التنمية والتطور في المدينة، التي لم ترى فيها أي تطور“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى