ورزازات .. ركح التمثيل والمسرح يتسع للجميع
الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز
هوليود إفريقيا، المدينة الهادئة، أو باب الصحراء كلها مسميات تعني مدينة ورزازات التي تتميز بسحرها السينمائي، الذي يشمل الإبداع الفني بجميع تجلياته، سواء ارتبط الأمر بالمستوى الوطني أو الدولي، خصوصا وأن هذه المدينة تتميز باستقطابها للعديد من المخرجين وكذلك الممثلين، الذين يحجون إليها من مختلف أنحاء العالم، كونها تتميز بالمقومات الفنية التي يجد فيه أهل الفن وخاصته، الأرضية المناسبة للإنتاج الفني، الذي يشمل المهرجانات الثقافية، والفعاليات الثقافية، وعلى وجه الخصوص الأفلام السينمائية.
وجهة سينمائية بامتياز
تعتبر مدينة ورزازات من أبرز المدن التي تمتاز بتوافد الممثلين وصناع الأفلام خصوصا منها الأجنبية، الأمر الذي يبرر احتضانها للعديد من الفضاءات التي ترعى السينما، من قبيل المعاهد التي تعكف على تكوين الطاقات المختصة في الإنتاج السينمائي، إلى جانب القاعات والدور السينمائية، فضلا عن فضائها المؤثث بالاستوديوهات التي تستوعب جميع البرامج الفنية التي يتم إعدادها في قلب المدينة.
وتقع المدينة في موقع استراتيجي يجعلها محط العديد من الزيارات، إذ تحج إليها القوافل من حدب وصوب، ويشار أنها تقع تحديدا جنوب المغرب يحدّها من الجهة الجنوبيّة العربية مدينة مراكش التي تبعد عنها ما يقارب 200 كم، كما أنّها تبعد عند مدينة الراشدية 295 كم.
وقد تمكنت هذه المدينة التي يصفها عشاقها بالساحرة، بطابع عالمي من خلال استقطابها العديد من الجنسيات التي تحج إليها من مختلف بقاع العالم، الأمر الذي جعلها تصنف في عانة المدن السياحية، والفضل في ذلك يعزى إلى احتضانها للعديد من الأفلام السينمائية التي بلغت أرقاما مرتفعة، حيث تشير الدراسات التي تهم هذا الشأن أنها شهدت تصوير ما يقارب 106 شريطاً قصيراً، و37 شريطاً طويلاً بالإضافة إلى تصوير 74 شريطاً وثائقياً، و24 فيديو أغنية مصوّرة، وتنضاف هذه الأعمال إلى الوصلات الإشهارية التي تكاد تكون يومية بالمدينة.
هنا السينما والتمثيل فرصة للجميع…
في السياق ذاته، فإن السمة المميزة للمدينة والتي تعتبر قاسما مشتركا، هو الحضور البارز للطابع الفني من خلال امتهان سكان المدينة للسينما والمشاركة في الأفلام التي يتم تصوير كواليسها وأطوارها في هذه المدينة النابضة بالفن والتمثيل، أكثر من ذلك فإن السينما في ورزازات تتجاوز حدود النشاط الذي يقوم به الهاوي فقط، لتشمل وجود مجموعة من الأفراد الذين يتخذون من السينما مصدر رزق، وموردا أساسيا خصوصا وأن هناك من النساء الأمازيغيات اللواتي يحترفن التمثيل بكيفية، الأمر الذي يجعلهن دائما تحت الطلب.
ورزازات حاضنة المعالم الأثرية
من المميزات التي تلمحها عين الزائر لهذه المدينة، هي تعدد المآثر التاريخية، والتي تعتبر المدعاة الأساسية التي تشد الزوار إليها، خصوصا وأنها تعتبر الشاهد الحي غلى مجموعة من المحطات التاريخية التي لازالت معلقة في الذهن، سواء ارتبط الأمر بالزوار أو السكان الذين يقطنون بالمدينة.
ومن ضمن أهم هذه المآثر التاريخية التي تتربع بالمدينة، والتي تعتبر المدخل الأساسي الذي يشد ناظريك وأنت تحط الرحال بها، قصر آيت بن حدو الذي يضم العديد من المباني الأثرية التي يرجعها بناؤها لفترة طويلة من الزمن، والذي تحيط به عدة أبراج، تجعل منه حصنا منيعا لا يمكن أن يتسلل إليه أي كان في القدم، بل تطاله العديد من الإجراءات الأمر الذي يكسبه نوعا من الأهمية الخاصة.
واحة فينت هي الأخرى تعتبر معلمة تاريخية تشد من أزر وعضد البعد التاريخي في المدينة، وهي المساحة السكنية التي تضم العديد من المنازل التراثية القديمة التي تؤرخ لحقبة تاريخية ضاربة في القدم، فضلا عن كونها مزينة بالحدائق التي تحيط بالمنازل من جميع الجنبات، ما يجعل منها أيقونة فنية بجميع المقاييس.
كما لا يمكن الحديث عن المعالم الأثرية التي تؤثث فضاء المدينة، دون ذكر القصبات التي تشيد قلعة صغيرة، والتي كان يتم الاعتماد عليها كآلية أساسية في صد العدو، ومن أشهرها: قصبة أمريديل التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي، وقصبة تاوريرت المبنية من الطين والتبن، وتتميز بزخارفها وهندسة بنائها المبهرة، كما لا يمكن إغفال استوديو الأطلس الذي يعتبر القبلة الأساسية والذي يحج إليه الممثلون وصناع الأفلام في أفق البحث عن موطأ قادم لسيناريوهاتهم على أرض الواقع.