الاحتجاجات في العراق: سقوط قتيل في كربلاء والمتظاهرون يكسرون حظر التجول في بغداد
تحدثت مصادر أمنية عن وقوع قتيل في صفوف المحتجين في كربلاء جنوب العاصمة العراقية بغداد في ليل الاثنين بعد أن فضت قوات الأمن الاعتصام بالقوة، فيما كسر المتظاهرون حظر التجول في بغداد وخرج الآلاف إلى الشوارع. وشهدت هذه الاحتجاجات مشاركة واسعة النطاق للطلاب في العديد من المدن العراقية.
أفادت مصادر أمنية في محافظة كربلاء جنوب العاصمة العراقية بغداد بأن حصيلة ضحايا فض اعتصام الليلة الماضية بلغت قتيلا واحدا وأكثر من 100 مصاب، فضلا عن عدد كبير من الاعتقالات لناشطين نظموا المظاهرات.
في حين شيّع محتجو العاصمة العراقية بغداد اللية الماضية جثمان الناشط صفاء السراي في ساحة التحرير، بعد أن توفي أمس متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء قنبلة غاز مسيلة للدموع قبل أيام.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر أمنية وطبية صباح الثلاثاء أن 13 شخصا قتلوا ليل الاثنين في كربلاء، وأصيب 865 آخرون.
وتظاهر العراقيون في الشوارع لليوم الرابع أمس الاثنين، في إطار موجة ثانية من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، قُتل فيها 250 شخصا في أكتوب.
المتظاهرون يكسرون حظر التجول في بغداد
وكسر المتظاهرون ليل الاثنين-الثلاثاء حظر التجول الليلي الذي فرضته السلطات في بغداد لمدة ست ساعات يوميا، بعد يوم احتجاجي شهد توافد آلاف الطلاب إلى شوارع مدن عدة في العراق، في إطار المظاهرات المتواصلة في البلاد من الخميس، غير آبهين بتحذيرات السلطات.
ويمثل إعلان الجيش إنذارا للمتظاهرين بإخلاء ساحة التحرير الرمزية وسط بغداد، مركز الاحتجاجات اليومية، حيث قتل الاثنين خمسة متظاهرين، حسب ما أفاد مصدر رسمي.
وجاء في بيان للجيش الذي هدد في وقت سابق بـ"فرض عقوبات قاسية" بحق الذين "يعرقلون" مواصلة العمل في المدارس والدوائر الحكومية: حظر تجول يومي في بغداد يبدأ عند منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، يستمر "حتى شعار أخر".
لكن عند منتصف الليل، خرج آلاف العراقيين مشيا وبسياراتهم، مطلقين العنان للأبواق والأناشيد، في كسر لحظر التجول، فيما واصل المتظاهرون الاحتشاد في ساحة التحرير.
مشاركة واسعة للشباب في الاحتجاجات
وشهدت الاحتجاجات الاثنين، مشاركة واسعة جدا من طلاب المدارس والجامعات الذين يمثلون فئة الشباب التي تشكل 60 بالمئة من سكان العراق. وشارك في هذه التظاهرات طلاب مدن الكوت والديوانية والناصرية والحلة والعمارة وميسان والبصرة.
ففي الديوانية الواقعة على بعد مئتي كيلومتر جنوب بغداد، قرر الأساتذة والطلاب في كل الجامعات الحكومية والخاصة "اعتصاما لمدة عشرة أيام حتى سقوط النظام".
ومن الهتافات التي أطلقت أيضا الاثنين في بغداد "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة". وخلال الاحتجاجات التي شاب بعضها طابع عنيف، تعرضت للهجوم مقرات أحزاب وفصائل مؤيدة للجمهورية الإسلامية، وأطلقت هتافات مناهضة لإيران.
ومن الواضح وجود انقسام في الشارع وفي الوسط السياسي بين مؤيدي إيران ومناهضيها.
وقد خرج آلاف الطلبة إلى الشارع في البصرة التي شهدت احتجاجات دامية مماثلة في صيف العام 2018، للمطالبة بتحسين أوضاع المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.
وللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك المطلبي مطلع أكتوب، انضم الاثنين طلاب من مدينة بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرق بغداد والمتاخمة لإيران، إلى الاحتجاجات التي تجمهرت عند مبنى مجلس المحافظة الذي استقال اثنان من أعضائه تضامنا مع المحتجين.
ومنذ الجمعة، أضرمت النيران بعشرات المقار الحزبية والفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي. وقُتل عدد من المتظاهرين برصاص الحراس الذين كانوا يحمون تلك المباني أو اختناقا واحتراقا خلال محاولة إضرام النار فيها.
وفيما توعد قادة تلك الفصائل بـ"الثأر" بعد مقتل أحد عناصرها، اتهمت الأمم المتحدة "كيانات مسلحة" بالسعي إلى "عرقلة استقرار العراق ووحدته والنيل من حق الناس في التجمع السلمي ومطالبهم المشروعة".
وفي خضم الاحتجاجات، سقطت قذيفتا هاون مساء الاثنين على معسكر التاجي حيث يتمركز جنود أمريكيون شمال بغداد، مشيرا إلى أن "قذيفة ثالثة سقطت في محيط المعسكر، من دون أن تنفجر".
ولم يبلغ على الفور عن وقوع ضحايا.