طلحة جبريل يكتب عن التعساء
طلحة جبريل
الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت وتمر بها دول جنوب الصحراء جعلت المغرب يتقاسم معهم نسبياً فقرهم، حيث ظل آلاف الفقراء يزحفون نحو المدن المغربية للعبور الى اوربا، لكن البحر بقي صاحب النصيب الاكبر. الآن هناك خطة طموحة أطلقها الكنديون من أجل إنشاء مشاريع لهؤلاء التعساء، وهي من المبادرات الرائعة .
حدث للمغرب مع هؤلاء القادمين من بلاد الفقر ما توقعه الاقتصادي الباكستاني اللامع محبوب الحق الذي قال "إذا لم تنتقل الفرص إلى ارض الفقر فسينتقل الفقر إلى ارض الفرص " حيث بدت للشباب الافريقي التائه الذي يريد الوصول الى الشاطيء الآخر بقوارب مهترئة، أن المغرب هو بلد الفرص لانه يتيح القفز الى الجنة الاوربية. ولم يضف تسلل هؤلاء الشباب الى المغرب سوى المزيد من البؤس لبعض الأحياء التي تشكو هي أصلاً من البؤس والعوز.
لكن لا تعتقدوا ان هذه المشكلة تؤرق فقط الافارقة أو المغرب او دول شمال افريقيا التي يزحف اليها هؤلاء الفقراء. بل هي تؤرق كثيرين، ليس من بينهم للأسف الحكومات الاوروبية التي بلغت بها الوقاحة ان طلبت من دول المغرب العربي احتضان معسكرات تستقبل الذين يتم طردهم وترحيلهم من اوربا. هذه الدول التي صالت وجالت في القارة الافريقية ونهبت ما نهبت واستعبدت ما استعبدت، حين يصل اليها شباب يائس تريد اعادتهم في أقفاص مثل القرود، الى معسكرات في المغرب ، تمهيداً الى ترحيلهم الى بلدانهم الاصلية.