سرعة مشيتك تكشف أمراضًا خطيرة
قد يكون الأشخاص الذين يمشون بسرعة أقل من أقرانهم، خصوصًا في منتصف العمر، عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، حسب دراسة أُجريت حديثًا.
لكن الملفت هو أن هذه الإشارات يمكن ملاحظتها بدءًا من عمر الثالثة، إذ وجدت الدراسة أن التثاقل أو التباطؤ في السير قد يكون علامة تحذيرية قبل عقود من ظهور عدد من الأمراض، وفق «دويتشه فيله».
وأوضح معدو الدراسة أن أدمغة وأجساد الأشخاص، الذين يمشون بسرعات أقل، تشيخ بمعدل أسرع عند بلوغ الخامسة والأربعين من العمر، مقارنة بأقرانهم الذين يسيرون بشكل أسرع.
واستندت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية «غاما نتوورك أوبن»، إلى بيانات مستقاة من دراسة طويلة الأجل شملت 904 أشخاص وُلدوا خلال عام واحد في ديوندين بنيوزيلندا.
وأشارت إلى أن الرئة والأسنان والجهاز المناعي للأشخاص الذين يسيرون ببطء تكون في حالة أسوأ بعكس مَن يمشون بسرعة. وأفادت ذات الدراسة بأن هؤلاء الأشخاص يمكن التعرف عليهم من عمر الثالثة باستخدام اختبارات عقلية وحركية معينة، بحسب «ديلي ميل».
نتائج الدراسة قد تكون شديدة الأهمية خصوصًا للأطفال المتوقع إصابتهم بأمراض خطيرة مثل الزهايمر وغيره من الأمراض المهددة للحياة. إذ أظهر تحليل أُجرى بأثر رجعي أنه كان من الممكن اكتشاف المرض لدى هؤلاء الأشخاص عن طريق قياس وظائف المخ عندما كانوا صغارًا، فعندما يكون الإنسان في الثالثة من عمره فإن معدل ذكائه واستيعابه للغة والتسامح والتعامل مع الإحباط وقدراته الحركية تكون أمورًا دالة على طبيعة سرعة مشي الشخص بعد 42 عامًا.
ويقول الدكتور لين راسموسن، قائد الفريق البحثي وعالم الأعصاب بجامعة ديوك: «إن الأمر المذهل بالفعل هو أن هذه الأعراض يمكن ملاحظتها عند الأشخاص البالغين خصوصًا من هم في الخامسة والأربعين وليس لدى مرضى الشيخوخة الذين تكتشف هذه الأعراض لديهم بعد إجراء الفحوصات والقياسات المختلفة».
وربما يكون أحد أسباب فشل عقاقير علاج خرف الشيخوخة هو أنها تعطى للمرضى في وقت متأخر للغاية، وهو بدء ظهور علامات الاضطراب. ويقول راسموسن إنه قد يتم اكتشاف علامات اعتلال الصحة في منتصف العمر من خلال إجراء اختبارات بسيطة للمشي.
وشملت الدراسة التصوير بالرنين المغناطيسي في التقييم الأخير للأشخاص الذين خضعوا للاختبارات. وأوضحت النتائج أن متوسط حجم المادة الرمادية والبيضاء، وسمك قشرة المخ، ومساحة الدماغ كانت أقل بين المشاة البطيئين مقارنة بمَن يمشون بسرعة.
