رحلة تهجير من القنيطرة إلى إسبانيا بـ1500 أورو للمهاجر تنتهي بفاجعة
الدار/ حديفة الحجام
ما زالت تداعيات حادث غرق قارب في عرض سواحل قادش جنوب إسبانيا تلقي بظلالها على المشهد الإعلامي الإسباني، فقد أوردت "إلباييس" الواسعة الانتشار أن الشرطة الوطنية في الجزيرة الخضراء ترى أن شخصين يحملان الجنسية المغربية (32 و21 سنة) مسؤولين عن مقتل عشرة أشخاص وبارتكاب جريمة ضد حقوق مواطنين أجانب.
وكان قارب متهالك غرق الاثنين الماضي في منطقة قريبة من ساحل "بارباتي" (قادس) وأسفر عن مصرع عشرة أشخاص ونجاة 22 آخرين، فيما لا زال البحث مستمرا عن ثمانية آخرين.
وقال مصادر من الشرطة الإسبانية أمس الجمعة أن الحادث وقع في حدود الساعة الخامسة صباحا من يوم الاثنين 5 نونبر، حيث انطلق القارب من سواحل مدينة القنيطرة قبل وقوع الحادث بـ 25 ساعة. وتسلم المشرف على الرحلة مبلغ 1500 أورو من كل مهاجر مقابل خوض البحر على متن قارب خشبي مزود بمحرك في ملكيته. واستعان هذا المشرف بمساعدة شخص ثاني تكلف بسياقة القارب.
ولم يهتم المشرف بتكديس القارب بالمهاجرين الذين أكدوا أنه حمل 43 إلى 46 مهاجرا على متنه. وحددت الشرطة الإسبانية الآن الرقم في 40 شخصا شاركوا في الرحلة. وعلى أي حال، فإن مساحة القارب صغيرة لدرجة أن المهاجرين اضطروا إلى الجلوس فوق بعضهم البعض. وكان من بينهم 11 قاصرا، أغلبهم لا يعرفون السباحة، بينما ارتدى سترة السباحة نصف العدد تقريبا، وحتى من ارتداها لم تكن ذات فائدة عليه.
وأدت الأحوال الجوية الصعبة والحمولة الزائدة إلى دخول الماء إلى القارب. وعلى مسافة 200 متر من سواحل قادش، اصطدم القارب بالصخور مما أدى إلى غرقه. وفي تلك اللحظة بدأت الجلبة تهيمن على المهاجرين السريين فتشبث غريق بغريق، واستطاع 22 شخصا فقط من بلوغ الشاطئ، فيما لقي من لقي حتفه، في حين ما زال البحث جاريا على الآخرين.